بدأت محافظة الرقة عمليات استلام محصول القمح للموسم الزراعي 2025، بالتزامن مع بدء صرف مستحقات الفلاحين. يعتبر السكان هذه الخطوة بمثابة شريان اقتصادي حيوي للمزارعين الذين يواجهون تحديات كبيرة من حيث التكاليف والمخاوف المتعلقة بتأخر الدفعات، كما حدث في المواسم السابقة.
أفاد مراسل في الرقة بأن مؤسسة الحبوب التابعة لـ"الإدارة الذاتية" قد بدأت عمليات الاستلام في مطلع شهر تموز الجاري، انطلاقًا من صوامع "شنينة" شمال المدينة. تترافق هذه العمليات مع إجراءات فنية للتحقق من جودة الحبوب، بالإضافة إلى توجيهات تنظيمية تهدف إلى تسهيل عملية التسليم وتقليل الازدحام في المراكز.
أكد مصدر في المؤسسة أن الكميات المستلمة حتى الآن تجاوزت 70 ألف طن، موزعة بين صوامع شنينة، مركز السلحبية، وعدد من المراكز الثانوية في ريف الرقة. ودعا المصدر الفلاحين إلى استكمال تسليم محصولهم قبل العاشر من تموز، وهو الموعد النهائي المحدد لإغلاق باب التوريد.
بالتوازي مع عمليات التوريد، بدأ مكتب النقد والمدفوعات بصرف الدفعات الأولى من مستحقات القمح للمزارعين. تم تسليم الدفعات الأولى لموردي مركز السلحبية الذين أتموا عملية التسليم في شهر حزيران/يونيو، وذلك وفقًا لجدول صرف تدريجي يعتمد على تواريخ التسليم.
أعرب عدد من الفلاحين عن قلقهم بشأن بطء عملية الصرف، مؤكدين أن ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة وتكاليف النقل يزيد من الأعباء عليهم، خاصة في ظل اعتماد معظمهم على القروض الموسمية.
تتطلب عملية الصرف إبراز "كرت القبان" لتحديد كمية المحصول، بالإضافة إلى الوثائق الثبوتية للمزارع والأرض، وهي إجراءات يعتبرها البعض ضرورية ولكنها تستغرق وقتًا.
يواجه موسم 2025 تحديات مالية كبيرة، خاصة في ظل عدم استقرار أسعار المواد الأساسية واستمرار شكاوى الفلاحين من ضعف الدعم الحكومي، سواء في المحروقات أو البذور.
تأمل مؤسسة الحبوب أن تساهم إجراءاتها الجديدة، مثل توسيع ساحات الانتظار وتخصيص كوادر إضافية، في تسهيل الموسم وتجنب تراكم الشكاوى، خاصة مع اقتراب موعد إغلاق باب الاستلام.
في المقابل، شدد فلاحون على ضرورة عدم التأخر في صرف المستحقات لتجنب الخسائر الكبيرة، مطالبين الإدارة الذاتية بالإعلان عن جدول زمني واضح للمبالغ المصروفة وآليات الدفع.
يعتبر القمح في الرقة من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تعتمد عليها الأسر لتأمين دخلها السنوي، مما يجعل نجاح موسم الاستلام والدفع عاملاً رئيسيًا في استقرار آلاف العائلات في المنطقة.