الأربعاء, 16 يوليو 2025 01:44 AM

السويداء تحت وطأة التوتر: نداءات استغاثة طبية وسط تدهور الأوضاع

السويداء تحت وطأة التوتر: نداءات استغاثة طبية وسط تدهور الأوضاع

في ظل استمرار التوترات في السويداء، ناشدت الطواقم الطبية في مشافي المحافظة ذوي الخبرة الطبية والإسعافية التوجه الفوري إلى أقرب مشفى لتقديم المساعدة. وأكدت الطواقم أنها تعمل منذ 72 ساعة دون راحة، بينما يبدو وضع بنك الدم مستقراً بفضل استجابة الأهالي للنداء منذ اليوم الأول للاشتباكات.

أطلق مشفى السويداء الوطني نداءً إنسانياً عاجلاً، داعياً جميع الأطباء والممرضين وذوي الخبرة الطبية إلى التوجه الفوري للمشفى، نظراً للتدهور الحاد في الخدمات الصحية والنقص الخطير في الكوادر. ونقلت شبكة الراصد عن مصادر طبية أن النقص في الطواقم يهدد حياة المرضى بشكل مباشر، خاصة مع ازدياد أعداد المصابين في الساعات الأخيرة، مشيرة إلى أن الطاقم المتبقي يعمل منذ أكثر من 72 ساعة دون توقف.

وجه العاملون في المشفى مناشدة مفتوحة لكل من يستطيع إيصال النداء إلى مجموعات طبية أو إنسانية، مؤكدين أن الوضع الصحي بلغ مرحلة حرجة ولم يعد يحتمل التأخير.

تشهد محافظة السويداء تصاعداً في حدة التوترات الأمنية والسياسية مع استمرار الاشتباكات، بينما تصاعدت حدة الخطاب الصادر عن الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، التي عبرت عن رفضها لما وصفته بـ"البيان المذل"، رغم إعلانها السابق دعم دخول القوات الحكومية لـ"بسط الأمن".

وقال الشيخ ""، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، إنهم وبعد مفاوضات مع الحكومة السورية لم تصل لأي نتيجة، فرض عليهم ما وصفه بالبيان المذل، من دمشق وضغط من دول خارجية لحقن الدماء. وأضاف "الهجري" في فيديو نشرته صفحة الرئاسة الروحية: «رغم قبولنا بهذا البيان المذل من أجل سلامة أهلنا وأولادنا نكثوا العهد واستمر القصف العشوائي على المدنيين العزل». وقال: «هذا اليوم إما أن نكون كلنا سوريون ونرفض الذل، وإما أننا أمام عقود من الذل والمهانة وبناء على ذلك يا أمة التوحيد هذه وقفة عز نحن نتعرض لحرب إبادة شاملة لتقفوا وقفة عز يسجلها التاريخ لن تتكرر نناشد للتصدي للحملة بكل الوسائل المتاحة».

وكانت الرئاسة الروحية قد أصدرت بياناً صباح اليوم الثلاثاء قالت فيه: «حرصاً على حقن الدماء واستعادة الأمن والاستقرار في المحافظة، وإيماناً منا أن تحقيق ذلك يقتضي بسط الدولة لسلطتها على المحافظة من خلال المؤسسات الرسمية وخاصة منها المؤسسة الأمنية والعسكرية، نرحب بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة». ودعا البيان كافة الفصائل المسلحة في، للتعاون مع قوات وزارة الداخلية وتسليم السلاح لهم، كذلك إلى فتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات.

بدوره رحب قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد "أحمد الدالاتي" بموقف الرئاسة الروحية، ووصفه بالوطني المسؤول، ودعا «سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى اتخاذ موقف وطني موحد يدعم إجراءات وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في عموم المحافظة». كما ناشد قادة الفصائل في المحافظة لتسليم سلاحهم حفاظاً على السلم الأهلي وصوناً لأمن المواطنين واستقرار البلاد، على حد تعبيره.

عاشت السويداء ليلة ساخنة حيث استمرت الاشتباكات التي أسفرت عن وقوع ضحايا بين المدنيين، لم يعرف عددهم حتى الآن، ولم تتوقف الاشتباكات إلا بحلول العاشرة والنصف من صباح اليوم. وقالت مراسلتنا، إن قوات الأمن العام دخلت إلى المدينة منذ الصباح، بينما تم فرض حظر تجوال على المدنيين. الاشتباكات التي بدأت أول أمس الأحد بين الفصائل والعشائر، توسعت إلى الريف الغربي مع وصول تعزيزات من دمشق لفض النزاع، بينما يقول كثير من أهالي السويداء إن تدخلها جاء لصالح العشائر، في الوقت الذي تداول ناشطون انتهاكات تتمثل بحرق منازل وإذلال لبعض المقاتلين من السويداء، مقابل توثيق إذلال قوات من وزارة الدفاع أسرت على يد عناصر من فصائل السويداء.

وشهدت قرى محافظة السويداء حركة نزوح واسعة بين المدنيين، الذين تم تأمينهم خارج دائرة الاشتباكات، ومن رفض الخروج من منزله بات ليلته على وقع القصف والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة كذلك من دون كهرباء، نتيجة التعديات على خط 230، ولم تتمكن ورش الإصلاح من الوصول إليه بالأمس.

وفي حصيلة أولية لعدد الضحايا والجرحى، قالت مراسلة سناك سوري نقلاً عن مصادر طبية إن عدد الضحايا تجاوز 56 شخصاً، وأكثر من 300 مصاب، مع وجود عدد كبير من المفقودين خصوصاً في الريف الغربي، وأضافت المصادر، أن مشافي السويداء تلقت تبرعات من المجتمع المحلي لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية.

مشاركة المقال: