أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن سياسة الحكومة تجاه محافظة السويداء ترتكز على تحقيق التهدئة، ووقف إطلاق النار، ورعاية المصالحة الاجتماعية.
وخلال جلسة حوارية عقدت في إدلب بحضور وزراء ووجهاء وأعضاء نقابات يوم الخميس 14 من آب، صرح الشرع بأن حصر السلاح بيد الدولة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية يمثلان "مبادئ غير قابلة للمساومة".
سياسة الحكومة لحل الأزمة
أوضح الشرع أن المرحلة الحالية تهدف إلى تسهيل عودة النازحين من المحافظة، ومحاسبة المتجاوزين من جميع الأطراف، ومنع أي محاولات للتقسيم أو إنشاء كانتونات. ووصف المطالبين بالتقسيم في سوريا بأنهم "حالمون وجهلة سياسيًا".
وأضاف أن 90% من أهالي السويداء مرتبطون بدمشق ووطنهم، مشيرًا إلى أن الحكومة استقبلت ستة وفود من أبناء المحافظة خلال الأشهر الستة الماضية لبحث مطالبهم والاستماع إلى آرائهم.
أطراف تؤزم المشهد
تحدث الشرع عن وجود أطراف محدودة "تمارس الاستفزاز وتؤزم المشهد"، متهمًا إسرائيل بالتدخل المباشر في أحداث السويداء الأخيرة بهدف إضعاف الدولة وإيجاد مبررات للتدخل الخارجي. وأكد أن هذه السياسات "لن تنجح"، معتبرًا أن إدارة الدولة للأزمة تسير بطرق "غير معتادة ولكنها مبشرة"، وتوقع نتائج "إيجابية" خلال الأيام المقبلة.
امتحان لبناء دولة حديثة
أشار الشرع إلى أن التجاذبات الطائفية بين البدو والدروز ليست جديدة، وتمتد إلى نحو 150 عامًا، وأن الدولة تدير هذه الخلافات لتفادي انفجارها دون الدخول في حلول "جذرية مستعصية". وأقر بوجود تجاوزات من مختلف الأطراف، بما في ذلك بعض عناصر الأمن والجيش السوري، مؤكدًا أن العدالة ستأخذ مجراها، واصفًا ذلك بأنه "امتحان حقيقي لبناء دولة حديثة".
كما اعتبر أن مشاريع التقسيم أو التدخل الإقليمي "غير قابلة للتطبيق" بسبب طبيعة المجتمع السوري وكثافة السكان في الجنوب، محذرًا من أن أي محاولة لفرض تقسيم في سوريا "تهدد استقرار المنطقة بأكملها" ولن تلقى دعمًا دوليًا بسهولة.
مظاهرات تطالب بـ"التقسيم"
تأتي تصريحات الشرع في ظل تطورات أمنية وأحداث دامية شهدتها السويداء مؤخرًا، رافقها تصعيد طائفي وتدخلات خارجية أثارت مخاوف من توسع النزاع. وشهدت المحافظة جنوبي سوريا، السبت 16 من آب، مظاهرات تطالب بـ"تقرير المصير" وترفع أعلامًا إسرائيلية، وسط استمرار دخول المساعدات إليها.
ورفعت المظاهرات شعارات ترفض "الفدرالية" وتطالب بـ"الاستقلال التام" عن سوريا، وسط هتافات تحيي شيخ الطائفة الدرزية حكمت الهجري. وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها المحافظة حشودًا بهذا الحجم تطالب بالانفصال عن سوريا.
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في محافظة السويداء. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 من تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا للحكومة في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وتواجه الحكومة السورية اتهامات بفرض حصار إنساني وعسكري على السويداء، إلا أنها تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات. وتواصل دخول المساعدات أمس بعد المظاهرات المطالبة بـ"الاستقلال"، إذ دخلت إمدادات جديدة بالطحين والمحروقات.