الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 04:03 PM

العلمانية: بين تبرير الاختلاف والحفاظ على الثوابت

العلمانية: بين تبرير الاختلاف والحفاظ على الثوابت

يحتل مفهوم العلمانية، الذي يُعرّف غالبًا بفصل الدين عن الدولة، مساحة واسعة في نقاشاتنا ونقدنا الذاتي وحواراتنا مع الآخر المختلف. لكن من الضروري أن ندرك أن العلمانية لا تعني التخلي عن الثوابت الدينية، بل تسعى إلى تبرير الاختلاف والقبول بالآخر على أرضية مشتركة، بغض النظر عن الدين الذي يعتنقه.

ألسنا نمارس العلمانية في العديد من سلوكياتنا وأساليب تواصلنا؟ ألا نؤمن جميعًا بأن الإسلام يسمح بالحرية والعلمنة، وبالتمييز بين الدين والسياسة؟ تكمن المشكلة في القارئ المتطرف والمتعصب الجاهل الذي يتبنى الفكر الديني الحرفي، ويرفض الآخر ورأيه. هذا المتعصب يعجز عن استيعاب رأي أبي حنيفة النعمان الذي قال: "إن كلامنا هذا رأي، فمن لديه رأي خير منه فليقله". كما يعجز عن استيعاب رأي الشافعي الذي يقول: "إن هذا الذي نقول به مجرد رأي، لا نلزم به أحدًا، ولا ينبغي قبوله بكراهية".

إنّ فضيلة الاجتهاد تتلاشى أمام رذيلة "نكون أو لا نكون"، حيث يسود المجهول والمحنة. وفي المقابل، تُعدّ في "المطبخ الإسلاموي" إجابات فاخرة على أسئلة فاجرة، في سياق الاعتقاد بالإجابات المفيدة لمهمات العقيدة.

سمير حماد

(أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: