تُوّج الفيلم الروائي السوري "زحمة" للمخرج عروة الأحمد بجائزة أفضل فيلم مستقل في الدورة الـ28 من مهرجان شيكاغو للأفلام المستقلة، المقام في الولايات المتحدة الأميركية، ليضيف هذا الإنجاز إلى سلسلة نجاحاته الدولية.
يُعتبر مهرجان شيكاغو من المهرجانات السينمائية الدولية الهامة، حيث تأسس عام 1997 ويُقام سنويًا في فصل الخريف. ويشهد المهرجان مشاركة أفلام من دول مختلفة هذا العام، بما في ذلك الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، هولندا، أوكرانيا، اليابان، السويد، فيتنام، وسوريا.
أوضح المخرج عروة الأحمد في تصريح لـ"زمان الوصل" أن سيناريو الفيلم خضع لعملية تطوير طويلة، واستغرق تصويره حوالي عامين في هولندا وفرنسا والنرويج. وواجه فريق العمل تحديات كبيرة، أبرزها التصوير في ظروف جوية قاسية وصلت إلى -10 درجات مئوية في مناطق تغطيها الثلوج شمال النرويج.
تدور أحداث الفيلم حول قصة "آرام"، وهو مواطن سوري يهرب من بلاده خوفًا من الاعتقال ويستقر في أقصى شمال النرويج. يعيش "آرام" في عزلة تامة بعيدًا عن لغته ومجتمعه وهويته. يجد "آرام"، الذي كان ممثلاً مسرحيًا وناشطًا سياسيًا، نفسه في مواجهة مع ذاته وماضيه، ويحاول كسر عزلته بطرق غير تقليدية، مما يكشف عن صراعات داخلية تتعلق بالغربة والمنفى والهوية.
يتناول الفيلم قضايا أساسية مثل انهيار المنظومة الديكتاتورية في سوريا، والوحدة كقاسم إنساني مشترك، والعنصرية الناعمة، وتشكيل المجتمعات الموازية في المهجر. ويستخدم الفيلم سردًا بصريًا يرمز فيه عنوان "زحمة" إلى ضجيج الذكريات داخل عقل البطل.
أشار الأحمد إلى أن الفيلم استند في البداية إلى نص سابق بعنوان "لوز مُرّ"، ولكنه تطور لاحقًا إلى صيغة جديدة بعنوان "زحمة"، ليحمل رمزية معقدة لتجربة المنفى السوري وما يحمله من ألم وأسئلة بلا إجابات.
بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم مستقل في مهرجان شيكاغو، فاز الفيلم مؤخرًا بجائزة أفضل رسالة فيلم في مهرجان Top Indie Film Awards في طوكيو. كما حصلت المصممة نورة المصري على تنويه خاص من لجنة تحكيم Absurd Film Festival في إيطاليا عن تصميم بوستر الفيلم.
أكد المخرج أن الفيلم سيعرض قريبًا ضمن جولة عروض خاصة في سوريا، وهي أول مشاركة لأفلامه داخل البلاد منذ انطلاق الثورة السورية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل