الخميس, 8 مايو 2025 07:58 AM

الكشف عن وساطة إماراتية سرية بين إسرائيل وسوريا: تفاصيل المحادثات وأهدافها

دمشق – نورث برس

كشف تقرير لوكالة رويترز عن وساطة إماراتية سرية تجري بين إسرائيل وسوريا، تهدف إلى إدارة التوترات المتزايدة بينهما. وأفاد التقرير بأن الإمارات العربية المتحدة أنشأت قناة اتصال بين الطرفين، استجابة لمساعي سوريا للحصول على دعم إقليمي في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل.

وذكر مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي أن هذه الاتصالات غير المباشرة، التي لم يتم الإعلان عنها سابقاً، تركز على قضايا الأمن والاستخبارات وبناء الثقة بين البلدين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية. وأوضح المصدر الأمني أن الجهود بدأت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات في 13 أبريل/نيسان الماضي، وتركز حالياً على "المسائل الفنية"، مع التأكيد على عدم وجود قيود على المواضيع التي يمكن مناقشتها في نهاية المطاف. وأضاف أن المحادثات تقتصر حالياً على القضايا الأمنية وملفات مكافحة الإرهاب.

وبحسب المصدر الأمني السوري، فإن المسائل العسكرية البحتة، وخاصة تلك المتعلقة بأنشطة الجيش الإسرائيلي في سوريا، مستبعدة من نطاق القناة الحالية. وأشار المصدر الاستخباراتي الإقليمي إلى أن مسؤولين أمنيين من الإمارات ومسؤولين في الاستخبارات السورية ومسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية يشاركون في هذه الآلية.

ولم يصدر أي تعليق من الرئاسة السورية أو وزارة الخارجية الإماراتية، كما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق أيضاً. ويأتي هذا الكشف بعد أيام من ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق في سوريا، بما في ذلك منطقة تبعد 500 متر فقط عن القصر الرئاسي في دمشق. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كانت آلية الوساطة قد استخدمت منذ وقوع هذه الضربات، التي أدانتها الحكومة السورية وطالبت المجتمع الدولي بوقفها.

وذكر التقرير أيضاً أن وساطة غير رسمية جرت بين إسرائيل وسوريا عبر قنوات أخرى خلال الأسبوع الماضي بهدف تهدئة الوضع، وفقاً لأحد المصادر ودبلوماسي إقليمي رفضا الخوض في التفاصيل.

وأشارت رويترز إلى أن الحكومة السورية تبذل جهوداً متكررة لإظهار أنها لا تشكل أي تهديد لإسرائيل، من خلال لقاء ممثلين عن الجالية اليهودية في دمشق والخارج، واعتقال اثنين من كبار أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وجاء في رسالة أرسلتها وزارة الخارجية السورية إلى وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي: "لن نسمح لسوريا بأن تصبح مصدر تهديد لأي طرف بما في ذلك إسرائيل".

كما أعربت حكومة الإمارات العربية المتحدة عن قلقها إزاء التوجه الإسلامي للحكومة السورية، إلا أن اجتماع الرئيس الأسد مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشهر الماضي "كان جيداً للغاية"، مما ساعد في تهدئة بعض مخاوف أبو ظبي، بحسب المصادر. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء استمر عدة ساعات، وأُنشئت قناة المحادثات الإسرائيلية السورية بعد أيام من هذا اللقاء.

تحرير: تيسير محمد

مشاركة المقال: