الجمعة, 6 يونيو 2025 08:53 PM

انتعاش أسواق الأضاحي في دير الزور مع انخفاض الأسعار: عودة طقوس العيد رغم الظروف الصعبة

انتعاش أسواق الأضاحي في دير الزور مع انخفاض الأسعار: عودة طقوس العيد رغم الظروف الصعبة

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، شهدت أسواق الأضاحي في ريف دير الزور انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة، ما أعاد الفرحة إلى قلوب الأهالي بعد سنوات من الغياب القسري لطقوس العيد بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

عودة الحياة إلى أسواق الأضاحي

الأسواق الشعبية، مثل سوق قرية “الصعوة”، تشهد هذه الأيام حركة غير معتادة. لا تُخفي الوجوه هناك دهشتها من الأسعار الجديدة، حسب مراسل منصة في دير الزور. وتراوحت أسعار الغنم بين مليون ومليونين ونصف ليرة، بينما بلغ سعر الكبش أربعة ملايين، في حين بقي سعر الماعز ضمن هامش مليون إلى مليون ونصف. هذه الأرقام كانت حتى وقت قريب بعيدة عن متناول شريحة واسعة من السكان، لكنها اليوم باتت ممكنة، ولو بشق الأنفس. “لم نذبح أضحية منذ أربع سنوات”، يقول حسين العجيل، أحد زبائن السوق في حديث لمنصة . ويضيف العجيل: “هذا العيد مختلف، الأسعار أفضل، والحمد لله تمكّنا من شراء خروف”.

وفرة في المعروض رغم معاناة المربين

هذا التراجع في الأسعار لم يأتِ من فراغ، إذ يشير عدد من العاملين في القطاع إلى وفرة كبيرة في العرض، تعود جزئياً إلى ظروف الجفاف التي ضربت المنطقة هذا العام، وأدت إلى تراجع قدرة المربين على تأمين الأعلاف. “الوضع لا يخلو من المرارة”، يوضح يحيى العبدالله، مربي ماشية، في حديث لمنصة . ويضيف: “نعم، الأسعار منخفضة، لكن خسائرنا كبيرة، فالأعلاف باهظة، والمرعى شبه معدوم”. من جانبه، يشير الدلال جاسم الصالح في حديث لمنصة، إلى أن حركة السوق جيدة رغم الأوضاع، ويعتبر أن إقبال الناس على الشراء يُظهر تمسّكهم بعادة الأضحية، قائلاً: “هي عادة تحمل بُعداً دينياً واجتماعياً، والناس لا تريد أن تتخلى عنها مهما اشتدت الظروف”.

تمسّك بالتقاليد رغم الأزمات

اللافت أن مظاهر الاستعداد للعيد لا تتوقف عند شراء الأضاحي فقط، بل تمتد إلى تنظيف المنازل، وتحضير الحلويات، وشراء ملابس جديدة للأطفال. ورغم أن القدرة الشرائية ما تزال ضعيفة، إلا أن الأهالي يصرّون على استقبال العيد بما تيسّر، مؤمنين بأن الفرح ولو مؤقتاً حق لا بد منه. في شوارع دير الزور، يُشعرك المشهد بأن للعيد نكهة خاصة هذا العام. نكهة ممزوجة بالأمل، وبصمود شعب يحاول أن ينتزع من بين ركام الأزمات لحظة فرح لا تكلّف كثيراً، لكنها تعني الكثير.

مشاركة المقال: