الأربعاء, 4 يونيو 2025 05:34 AM

انتقادات لاذعة لنادين نجيم: هل تستغل قضايا التحرش وتتعالى على الفقراء لتحقيق الشهرة؟

انتقادات لاذعة لنادين نجيم: هل تستغل قضايا التحرش وتتعالى على الفقراء لتحقيق الشهرة؟

بول مخلوف

في الفيديو الأخير لنادين نسيب نجيم، يبدو أن شاشة الهاتف لم تعد حاجزا. المشاهد هو عين تسعى نجيم لجذبها ومخاطبتها، ومرآة تتبرج أمامها. تلاشت الحواجز، وأصبح المشاهد سطحا أملسا، يستقبل النظرات ويتجاهل ما لا يروق لها.

في حادثة حقيبة اليد المسروقة من طيران الإمارات، حولت نجيم كاميرا هاتفها نحو وجهها وبدأت بثا مباشرا لتسرد لجمهورها تفاصيل السرقة. حقيبة يد من نوع «هيرمس» يتخطى سعرها الـ20 ألف دولار سُرقت منها بعد عودتها من مهرجان «كان». وبينما كانت تهم بتزيين وجهها، دعت جمهورها للدخول إلى حيزها الشخصي.

تتحدث نجيم في البث المباشر بألفة مكشوفة، وكأنها تتحدث إلى أصدقاء مقربين. تروي الحادثة بتفاصيلها، وتقسم، وتتفاعل بإيحاءات يعتبرها المقربون طريفة. وعندما يرن هاتفها الثاني، تستأذن وتستقبل المكالمة مباشرة. ما سر هذه الثقة؟

في تصرف نجيم ما يقول: لا تشعروا بالحياء، تصرفوا وكأنكم في منزلكم. لم تعد هناك حدود فاصلة بين الناظر والمنظور. المشهد يأسر الجمهور، والنظر يكبل الجميع، بينما نجيم لا تنظر إلا إلى نفسها، وتمرر ما تريد تمريره.

قصة «درامية» أخرى من مسلسل نجيم الواقعي، تثير البكاء من فرط ابتذالها. ما دام الجمهور يصغي، فإنه «يشتري» القصة ويدفع الثمن بعينيه.

الوجه عند نجيم، الممثلة، صار كاميرا. بعد سرقة حقيبة يدها، عرض المعنيون عليها تعويضا ماليا، فكان ردها: «هذا المبلغ لا يشتري الأكسسوار تبعه». المبلغ بخس، فكيف عليها أن تعوض خسارتها؟ في صناعة مشهدية فضائحية.

خرجت نجيم في بثها المباشر من إحدى غرف منزلها وفي وقت «تحضير»، لتخبرنا عن حادثة شخصية. ثمة من يستثمر بالحميمية ليجني الأرباح. الكلام الذي يعني صاحبه دون سواه، عندما يقوم صاحبه بتداوله في جغرافيا حميمية، هادفاً إفشاءه وذيوعه؛ هذه ثقافة النمائم. هؤلاء هم فنانو لبنان ووجهه «الحضاريّ».

نجيم في بحث محموم عن الفضائح. مولعة بخلق البلبلة، والفضائح المصنوعة تجعل القصص رديئة تفوق رداءة مسلسلاتها. تصنع من «لقطتها» مشهدا فضائحيا. الاستثمار في الحميمي، وانتهاك كرامة عامل وابتزازه، و«الكاراكتير» دائما: برجوازية متعجرفة، موهوبة في التضليل، فاقدة لموهبة التمثيل.

الفيديو الذي نشرته نجيم وزعمت فيه أن عاملا تحرش بها، هو انتهاك صارخ لمن تعرضوا حقيقة للتحرش. بينما كانت تتحدث مع جمهورها في مسألة «التحرش»، سألها أحد العمال من داخل المصعد ما إذا كانت تريد استخدام المصعد معه. نظرت إليه باشمئزاز وقالت: «كلا لا أريد..»، ثم قالت لجمهورها: إنه يتحرش بي.

حوّلت نجيم سؤالا بريئا إلى حدث درامي اسمه التحرش. ابتدعت قصة غير حقيقية وصدّرتها «لايف» إلى جمهورها: انظروا، أمامي مثال حي، يؤكد ما كنت أقوله لكم.

ما الخطيئة التي فعلها العامل؟ لم يرتكب أي خطيئة. «خطيئته» الوحيدة في كونه عاملا، وبالتالي من الفقراء. وعند نجيم، الفقير لا يتواصل، بل يتحرش، ويغدو مسار المصعد معه طريقا نحو الجحيم.

تُبرز نجيم حسها الطبقي المقيت. إذا كان التحرش اللفظي هو عنف رمزي ممارس على الآخر، فلا تعريف لفعلتها تلك سوى التحرش: تنمر طبقي.

الفضيحة التي تسعى هذه الممثلة إلى إيجادها هي جزء من المشهد/ العرض وليس استثناء منه. التفرج على حياة هؤلاء الفنانين أكثر ضررا علينا من مسلسلاتهم. علينا توخي الحذر.

مشاركة المقال: