الإثنين, 13 أكتوبر 2025 05:18 PM

برد الشتاء يهدد أهالي طرطوس: ارتفاع أسعار التدفئة يفاقم المعاناة

برد الشتاء يهدد أهالي طرطوس: ارتفاع أسعار التدفئة يفاقم المعاناة

مع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد قلق الأهالي في ريف طرطوس بسبب الارتفاع المستمر في أسعار مواد التدفئة، وسط غياب أي دعم حكومي أو إغاثي فعّال. الظروف المعيشية الصعبة تجعل الأسر محدودة الدخل تواجه خيارات قاسية: إما تحمل البرد القارس أو الغرق في الديون.

المازوت والحطب بعيدان عن متناول الأهالي

يقول أحمد العلي، أحد سكان الريف، لمنصة إخبارية: "توفير المازوت لم يُبحث حتى الآن، وإذا توفر، فسيكون بأسعار مرتفعة جداً، بحيث لا يستطيع أكثر من 90% من الأهالي شراءه". ويضيف: "أسعار الحطب أيضاً أصبحت مرتفعة جداً، ما يدفع البعض إلى جمع الحطب من أراضيهم أو حتى قطع أشجار معمّرة لبيعها أو استخدامها في التدفئة".

الدعم الإغاثي ضعيف

ويشير أحمد العلي إلى أن "الدعم من المنظمات الإنسانية ضعيف جداً، إن لم يكن معدوماً تماماً". ويوضح أن "سعر لتر المازوت يبلغ حالياً نحو عشرة دولارات، ويتغير تبعاً لتقلبات سعر الصرف". ويضيف أن "سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب يتراوح بين 1400 و2300 ليرة سورية، بحسب النوع والجودة". ويتابع: "أسرتي مكوّنة من سبعة أشخاص، ونحتاج شهرياً إلى ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ليرة لتغطية الطعام والشراب فقط، دون احتساب التدفئة أو تكاليف المواصلات والجامعات".

الأهالي مجبرون على "الديون"

من جهته، يؤكد عبد الله أبو حيان، من سكان ريف طرطوس، أن معظم الأهالي "يضطرون إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم لتأمين حاجاتهم الأساسية، في ظل غياب فرص العمل وتراجع النشاط الاقتصادي". ويلفت إلى أن "أرخص مدفأة من النوع العادي تصل اليوم إلى نحو 50 دولاراً"، ما يدفع العديد من العائلات إلى "الاحتفاظ بالمدافئ القديمة، رغم رداءة حالتها الفنية".

ويحذر عبد الله أبو حيان من "مخاطر الاعتماد على الفحم الحجري في التدفئة، إذ يتسبب الدخان المنبعث منه بحالات اختناق قد تكون قاتلة، خاصة أثناء النوم".

مع انحسار الدفء وتراجع الموارد، يبدو أن شتاء ريف طرطوس هذا العام سيكون قاسياً، لا سيما على الفئات الفقيرة التي لم تعد تجد ما تواجه به برداً يتسلل إلى البيوت كما إلى الأرواح.

مشاركة المقال: