بعد سقوط نظام الأسد، واجه النازحون في ريف إدلب الجنوبي دماراً هائلاً، مما استدعى إطلاق مبادرات أهلية كحلول عاجلة.
في مطلع نيسان/ أبريل الماضي، عاد محمد عبد الكريم تناري إلى معرة النعمان بعد نزوح دام خمس سنوات. وجد مدينته مدمرة، بالكاد تمكن من ترميم غرفة واحدة في منزله. يرى تناري أن الاحتياجات كبيرة، لكن التحدي الأكبر هو حجم الدمار وتكاليف الترميم الباهظة.
على مدار أربعة عشر عاماً من الحرب، تعرضت البنية التحتية في ريف إدلب الجنوبي لدمار ممنهج. بعد سقوط نظام الأسد، ظهرت مبادرات أهلية لدعم المدنيين والقيام ببعض مهام الإدارة.
في آذار/ مارس 2025، أطلق تجار معرة النعمان صندوقاً لجمع الأموال لتحسين الخدمات. وفي كفرعويد، أطلق السكان حملة تطوعية لتنظيف الشوارع.
تهدف حملة "ساهم" أيضاً إلى تعزيز الوعي البيئي وتنظيم فعاليات ترفيهية للأطفال. ورغم أهمية هذه المشاريع، إلا أنها لا تغني عن مشاريع إعادة الإعمار الحكومية والدولية، والتي تقدر تكلفتها بمئات المليارات من الدولارات.
منذ انطلاقته، مول صندوق المعرة الخدمي مشاريع مثل تسليك شبكات الصرف الصحي وإصلاح جزء من طريق دمشق-حلب الدولي. ويجري العمل على إنارة الشوارع وتركيب كاميرات مراقبة.
عاد إلى معرة النعمان أكثر من 3015 عائلة منذ سقوط الأسد، وتلبية احتياجاتهم مهمة صعبة، خاصة في ظل نقص المياه والخبز. وفي كفرعويد، تغيب الخدمات الحكومية، مما دفع الأهالي لإطلاق حملة "ساهم".
يرى البعض أن هذه المبادرات مجرد "مسكنات" مؤقتة. فالخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والمدارس والمراكز الصحية لا تزال غير متوفرة.
في مناطق أخرى، بدأت مبادرات لترميم المنازل ونقل النازحين من المخيمات، لكنها لا تحسن الخدمات بشكل مباشر.
يؤكد المساهمون في صندوق المعرة الخدمي أنهم ليسوا بديلاً عن الحكومة، لكنهم يسعون للمساهمة في تحسين الخدمات والبنية التحتية. ويشجع محافظ إدلب هذه المبادرات ويدعمها.
أنفق صندوق المعرة الخدمي نحو 150 ألف دولار على مشاريع خدمية، بينما بلغت قيمة المساهمات المالية 230 ألف دولار.
يرى المساهمون أن هذه المبادرات تدعم الاستقرار، حيث تساعد في توفير الخدمات وإصلاح البنية التحتية.