تحركت وزارتا الأوقاف والعدل السوريتان على خلفية التوتر الذي شهدته مدينة جرمانا بريف دمشق، والذي أثاره انتشار تسجيل صوتي على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن إساءة للنبي محمد، ونُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفاه الشيخ لاحقًا.
أكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أحمد الحلاق، أن الوزارة تتابع القضية باهتمام لحماية المقدسات والرموز الدينية التي تمثل أساس الهوية الدينية والوطنية، وذلك في ضوء الإساءات المتداولة للنبي محمد والمقدسات الدينية.
وأضاف الحلاق أن وزارة الأوقاف تواصلت مع النيابة العامة لرفع دعوى عامة باسم الوزارة بشأن الإساءة للرسول الكريم، استنادًا إلى مواد قانون العقوبات العام والمرسوم التشريعي رقم 20 لعام 2022 الذي يجرم نشر الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد الحلاق على أن الوزارة لن تتهاون مع أي اعتداء على الرموز الدينية والمقدسات، مؤكدًا على أهمية احترام الثوابت الدينية والأخلاقية في الخطاب الوطني والإعلامي، وضرورة التزام الجميع بروح المسؤولية للحفاظ على السلم المجتمعي ووحدة الصف.
من جانبها، ذكرت وزارة العدل أنها تتابع الأحداث في جرمانا وتؤكد على أهمية اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن، من خلال الإجراءات القانونية المتبعة.
وأكدت الوزارة أنها لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات، خاصة تلك الموجهة إلى النبي محمد، ودعت المواطنين إلى الالتزام بالقانون وتجنب الفتنة والتحريض، محذرة من أن هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون.
شهدت جرمانا مواجهات مسلحة بعد انتشار التسجيل الصوتي، بدأت من السكن الجامعي في حمص بهجوم على طلاب من الطائفة الدرزية، قبل أن تمتد إلى محيط دمشق، حيث هاجمت مجموعات عسكرية جرمانا وصحنايا.
تحول الصدام في جرمانا إلى اشتباكات مسلحة بين أبناء المنطقة والمجموعات المهاجمة، وأسفرت عن مقتل عناصر من الأمن العام أثناء محاولتهم فض الاشتباك.
أعلنت وزارة الداخلية السورية عن فتح تحقيقات مكثفة بشأن التسجيل الصوتي، وكشفت التحقيقات الأولية أن الشخص المنسوب إليه التسجيل ليس صاحبه، ودعت إلى الالتزام بالنظام العام وتجنب أي تصرفات تخل بالأمن، مؤكدة التزامها بمحاسبة المسؤولين.
أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بيانًا تستنكر فيه التسجيل الصوتي المسيء للنبي محمد.
واعتبر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، أن التوتر الأخير هو "فتنة تعمل عليها أطراف عديدة لها مصلحة في تقسيم سوريا".
