أعلنت جماعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها اسم "رجال النور.. سرايا الجواد" عن بدء عملياتها ضد القوات الحكومية في منطقة الساحل السوري، مبررة ذلك بأنه "ثأر لأرواح الشهداء".
بدأت الجماعة بنشر تسجيلات مصورة قصيرة عبر صفحتها على "فيسبوك"، التي أُنشئت في 2 آب الماضي. وتدعم منشورات الصفحة رموز نظام الأسد السابق، حيث نشرت منشورًا يتناول "عيد الجيش السوري" في 2 آب أيضًا.
في نفس يوم إنشاء الصفحة، وجهت الجماعة تحذيرًا جاء فيه: "إلى أذناب الجولاني الدواعش والنصرة، لن يكون بيننا بعد اليوم سوى كلمتين فقط، أخرجوا من الساحل، وقد أُعذر من أنذر إن لم تنصتوا فالسماء هي من ستتكلم"، على حد تعبيرها.
في 3 أيلول الحالي، نشرت الجماعة تسجيلًا مصورًا يظهر عملية استهداف سيارة تابعة للأمن العام، في 19 آب 2025. وظهر في التسجيل انفجار، وذكر المتحدث أن "العملية هي ثأر لأرواح الشهداء".
أوضحت الجماعة أن هذه العملية جاءت ردًا على "الانتهاكات التي تقوم بها سلطة الأمر الواقع الإرهابية التابعة للجولاني"، مضيفة أنه تم تأجيل العملية أكثر من مرة لوجود المدنيين في الموقع.
في 14 آب، ذكرت صفحات إخبارية محلية في الساحل السوري أن انفجارًا دوى في جبلة قرب مصنع الحديد. وأوضحت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، في بيان نشرته وكالة "سانا" الرسمية، أن آلية عسكرية تابعة للجيش السوري تعرضت في 14 آب لهجوم من قبل مجموعات وصفتها بـ"فلول النظام البائد في ريف اللاذقية"، دون وقوع خسائر بشرية.
أظهر بحث أجرته عنب بلدي، ومقارنة معالم التسجيل مع صور خدمة "جوجل إيرث"، أن الانفجار الذي وقع قرب مصنع الحديد في 14 آب هو ذاته الاستهداف الذي أعلنت عنه "السرايا".
- مكان الهجوم المتوقع.
- عمود الكهرباء الظاهر في الفيديو.
- سكة القطار الظاهرة في الفيديو.
وشهدت المنطقة الساحلية السورية في آذار الماضي مواجهات دامية بدأت بعد تحركات لمجموعات موالية للنظام السوري السابق، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1,400 شخص، معظمهم من المدنيين، إلى جانب عناصر من قوات الأمن العام. وتخللت الأحداث عمليات إعدام ميدانية بحق عائلات كاملة، إضافة إلى حوادث تعذيب واختطاف.
حادثة الرادار
في 4 أيلول الحالي، نشرت "السرايا" تسجيلًا قالت إنه عملية للثأر لبشار ميهوب ورفاقه، ولم يصدر في الفيديو سوى صوت انفجار قوي، دون تحديد مكان وهوية الهدف الذي استهدفته العملية.
تداولت صفحات سورية خبر مقتل الشاب بشار ميهوب على يد مقاتل أجنبي، وقطع رأسه ثم وضعه على مقدمة السيارة، في حي الرادار بطرطوس، والتجول به في الحي. إلا أن وزارة الداخلية السورية قالت في 5 أيلول الحالي إنها ألقت القبض على "خلية إرهابية" في محافظة طرطوس، وذلك بعد عملية أمنية نفذتها وحدة المهام الخاصة على أوكارهم قبل عدة أيام في ريف المحافظة.
وذكرت الوزارة أن المقبوض عليهم "متورطون في عملية اغتيال استهدفت عنصرين من قوات الأمن الداخلي عند أحد مداخل مدينة طرطوس" في 18 آب، وأن أفراد "الخلية متورطون أيضًا في الهجوم على نقاط تابعة لقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع" في 6 آذار الماضي، حيث "جرى إحالتهم إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات، تمهيدًا لعرضهم على القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".
نشر الصحفي المهتم بشؤون الساحل السوري سومر حاتم صورة بشار ميهوب، والذي كان بين الذين قبضت عليهم وزارة الداخلية، وقال في تغريدة على حسابه بـ"فيسبوك" إن وزارة الداخلية نشرت صورًا لمن اشتبكت معهم قبل أيام في طرطوس بعد أن قاموا قبل ذلك بقتل عنصرين من الأمن العام، ليتبين أنه لم يقتل منهم أحد. وأضاف حاتم أنه "قمنا بنفي خبر قطع رأس أحدهم وتجوالهم بجثته لأن الواقعة لم يشاهدها أحد في طرطوس ولأنها لم تحدث أساسًا"، ليتبين، كما يقول الصحفي، أن "الرجل لم يقتل حتى في الاشتباك، وصورته بين الموقوفين، وأعتقد أن خبر وجوده على قيد الحياة أفضل بكثير من خبر مقتله".
حملات في طرطوس واللاذقية
في 30 آب الماضي، شنت وزارتا الداخلية والدفاع حملة أمنية في محافظة طرطوس، غربي سوريا، على خلفية مقتل عنصرين من قوى الأمن الداخلي في المدينة. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، العقيد عبد العال محمد عبد العال، إن وحدات "المهام الخاصة" وعناصر "الفرقة 56" في وزارة الدفاع نفذتا حملة أمنية وصفها بـ"النوعية" في ريف المحافظة، استهدفت عدة نقاط لمجموعات تسميها الحكومة بـ"الخارجة عن القانون".
نفذت القوى الأمنية حملة مداهمة على إحدى المزارع التي اتخذتها المجموعة منطلقًا لتنفيذ عملياتها، ونقطة طبية لعلاج عناصرها، مشيرًا إلى أن اشتباكًا مسلحًا دار مع أفراد الخلية واستمر لفترة من الزمن. وأسفرت العملية، بحسب بيان لعبد العال نشرته الوزارة، عن "تحييد" (تشمل القتل والإصابة) عدد من عناصر الخلية، والقبض على الباقين، إضافة إلى ضبط أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم، استخدموها في عمليات ضد الجيش وقوى الأمن الداخلي.
في اللاذقية، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في 4 أيلول إلقاء القبض على حسين كلا شكر. وأثبتت التحقيقات، بحسب الداخلية، ضلوع حسين كلا شكر بالمشاركة في العديد من المعارك ضد المناطق الثائرة خلال الثورة السورية.
كثفت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، خلال آب الماضي، عملياتها الأمنية التي أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من عناصر النظام السابق، والتي أثبتت التحقيقات تورطهم في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، بحسب الداخلية.
قال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد، في 28 آب الماضي، إن وحدات الأمن الداخلي تمكنت بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب في المحافظة من إلقاء القبض على اللواء الطيّار رياض عبد الله يوسف، المنحدر من بلدة ترمانين بريف إدلب. وأضاف الأحمد أن رياض ثبت تورطه في الإشراف على عدد من الطلعات الجوية التي ارتُكبت خلالها مجازر بحق المدنيين العزل، إذ تدرّج في مناصبه حتى أصبح قائدًا لمطار الضمير العسكري.
في عملية أمنية أخرى نفذها الأمن الداخلي في اللاذقية بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب، في 22 آب، أسفرت عن إلقاء القبض على المدعو محمد شفيق شملص، أحد عناصر المجموعات "الخارجة عن القانون"، وفق وصف "الداخلية". وأوضحت الداخلية أن محمد متورط في جرائم اغتيال طالت عناصر من الأمن الداخلي، إضافة إلى مشاركته في عمليات استهدفت مواقع تابعة لوزارة الدفاع. وأحيل محمد إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه، وفقًا للداخلية.