الجمعة, 2 مايو 2025 08:13 PM

تصعيد خطير في دمشق: غارات إسرائيلية وهجمات تستهدف مواقع حساسة وبيان درزي يدعو للوحدة

تصعيد خطير في دمشق: غارات إسرائيلية وهجمات تستهدف مواقع حساسة وبيان درزي يدعو للوحدة

شهدت العاصمة السورية دمشق، فجر الجمعة 2 أيار 2025، تصعيداً أمنياً لافتاً تمثل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً قرب القصر الرئاسي، بالتزامن مع هجوم مسلح على مقر قيادة الشرطة، في تطورات تنذر بتأزم أكبر في الجنوب السوري.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن طيران الاحتلال نفذ الضربة كرسالة "تحذيرية" موجهة للسلطات السورية، في ظل التوتر المتصاعد في مناطق الطائفة الدرزية جنوب البلاد. وجاءت الغارة عقب تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أكد فيها التزام حكومته بحماية "الدروز في سوريا"، وسط تكتم رسمي في دمشق على تفاصيل الضربة.

في السياق ذاته، تعرض مقر قيادة الشرطة في دمشق لهجوم بأسلحة متوسطة وخفيفة من جهتين، نُفذ باستخدام سيارة بيك أب حمراء، دون الإعلان عن وقوع إصابات، بينما تواصل الأجهزة الأمنية عمليات الملاحقة.

تصعيد متزامن مع موقف وطني للطائفة الدرزية

تزامنت هذه التطورات مع إصدار مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز بيانًا وطنياً شاملاً، جددت فيه تمسكها بوحدة سوريا ورفضها لأي مشاريع انفصالية، مؤكدة أن "الطائفة الدرزية كانت وستبقى جزءًا أصيلاً من النسيج الوطني السوري". ودعت المشيخة إلى تفعيل دور وزارة الداخلية في السويداء بمشاركة أبناء المحافظة، وضمان أمن طريق السويداء – دمشق، معتبرة أن فرض الأمن والاستقرار "واجب سيادي لا يقبل التهاون".

غارات إضافية وهجمات في ريف دمشق

وقبيل هذا البيان، كانت طائرات الاحتلال قد نفذت غارتين على منطقة أشرفية صحنايا جنوب دمشق، أسفرت عن سقوط جرحى من المدنيين، بينهم أبناء من الطائفة الدرزية، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السورية. وأسفرت الغارات عن حالة من الذعر بين السكان، في ظل تحليق مكثف للطيران، وانقطاع مؤقت للكهرباء والاتصالات.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية في وقت لاحق سيطرتها على المنطقة بعد عملية ضد مجموعات مسلحة وُصفت بأنها "خارجة عن القانون"، كانت قد هاجمت مواقع أمنية ومدنيين خلال الأيام الماضية.

تلويح إسرائيلي بالتدخل المباشر

وفي تصعيد سياسي، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتدخل العسكري المباشر في سوريا، إذا "فشل النظام السوري في حماية الدروز"، زاعمًا أن الاحتلال وجّه تحذيرًا رسميًا إلى دمشق.

بدوره، طالب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتدخل دولي لحماية الدروز في سوريا، في تصريحات وُصفت بالمثيرة للجدل، واعتبرها باحثون بأنها تأتي في إطار "توظيف سياسي للطائفة".

تحذيرات من استغلال الدروز كورقة ضغط

وقال الباحث الإسرائيلي يعقوب حلبي لصحيفة "معاريف" إن نتنياهو يستخدم دروز سوريا كأداة سياسية، دون تنسيق أو نية حقيقية لحمايتهم، ما قد يعرضهم لخطر داخلي في سوريا. وانتقد حلبي أيضاً قيادات درزية داخل إسرائيل بسبب "تسرّعها في دعم تصريحات الاحتلال دون التفكير بتداعياتها على الطائفة في الداخل السوري".

تصاعد التوتر جنوب دمشق

وشهدت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا، الثلاثاء 29 نيسان، مواجهات مسلحة عنيفة إثر هجمات على حواجز أمنية، أسفرت عن مقتل 29 شخصًا بينهم عناصر أمن ومدنيون. وامتدت الاشتباكات إلى أحياء أخرى، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني.

هذا التصعيد الخطير يعيد الجنوب السوري، وتحديدًا منطقة السويداء وريف دمشق، إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، وسط تساؤلات حول مستقبل التوازنات في سوريا، ودور الاحتلال الإسرائيلي في زعزعة الاستقرار.

مشاركة المقال: