الإثنين, 6 أكتوبر 2025 07:05 AM

تفاقم أزمة الصرف الصحي في حي الجامع النووي بالرقة يهدد صحة السكان

تفاقم أزمة الصرف الصحي في حي الجامع النووي بالرقة يهدد صحة السكان

يشهد حي الجامع النووي بمدينة الرقة أزمة متصاعدة في شبكة الصرف الصحي، مما يتسبب في معاناة قاطنة الحي ويثير مخاوفهم بشأن الصحة العامة. تتكرر انسدادات شبكة الصرف الصحي بصورة مستمرة، مما يؤدي إلى تجمع المياه الملوثة وانبعاث الروائح الكريهة في أجواء الحي، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض التي تمثل خطراً صحياً كبيراً على السكان.

يقول محمد العسكر، أحد سكان الحي، في تصريح خاص لـ«سوريا 24»: "أصبحت رائحة الصرف الصحي مستمرة وتسبب لنا ضيقاً نفسياً وصحياً، خاصة وأن الأطفال يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي بسبب هذه الروائح الكريهة." وأضاف أن الأطفال والكبار أصبحوا يخشون اللعب والخروج في أنحاء الحي بسبب انتشار الذباب والناموس والصراصير والقاذورات التي تتكاثر في مياه الصرف المتراكمة.

وأشارت ليلى الحسن، وهي سيدة من سكان الحي، إلى أن "المشكلة ليست جديدة، ولكنها تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب إهمال صيانة شبكة الصرف الصحي. الانسدادات تحدث باستمرار، ويبدو أن الفرق المسؤولة لا تقوم بتنظيف الشبكة بشكل منتظم، لذا نطالب الجهات المعنية بالتدخل السريع لحل هذه الأزمة قبل أن تتدهور الصحة العامة أكثر."

فيما يؤكد سامي عبد الله، أحد شباب الحي، خطورة انتشار القوارض بسبب مياه الصرف المتراكمة، قائلاً: "القمامة والروائح تجذب القوارض والفئران التي تنتشر في كل مكان، وهذا يهدد سلامة أهل الحي، وخاصة كبار السن والأطفال. نحن نريد حلولاً جذرية، لا ترقيعات مؤقتة."

من جهته، أكد مصدر مسؤول في بلدية الرقة في تصريح خاص لـ«سوريا 24»: "البلدية على علم تام بالمشكلة التي يعاني منها حي الجامع النووي، وتم تخصيص فرق صيانة تعمل بشكل دوري على تنظيف شبكات الصرف وإزالة الانسدادات في المناطق المختلفة من الحي. كما تم وضع خطة لإعادة تأهيل البنية التحتية للصرف الصحي في المستقبل القريب." وأضاف أن "الأزمة، بالرغم من الجهود المبذولة، بحاجة إلى تعاون سكان الحي في الحفاظ على الشبكة وعدم إلقاء المواد التي قد تسبب الانسدادات."

ويطالب سكان حي الجامع النووي الجهات المسؤولة بسرعة إيجاد حلول عملية لتطوير شبكة الصرف الصحي وتنظيفها بانتظام، إلى جانب حملات توعية للسكان لعدم رمي النفايات في أماكن غير مخصصة. كما يشددون على أهمية تقديم الدعم الفني والمالي للمشروع الذي من شأنه تحسين أوضاع الصحة العامة في الحي والحد من انتشار الأمراض المرتبطة بوسائل الصرف السيئة.

إن مشكلة الصرف الصحي في حي الجامع النووي لا تقتصر على كونها أزمة بيئية فقط، بل تتعدى ذلك إلى تهديد مباشر للصحة العامة، وتؤثر بشكل سلبي في جودة حياة السكان في المنطقة. من هنا، يتعين على الجهات المختصة الصراحة والشفافية في التعامل مع هذه الأزمة، والعمل مع المجتمع المحلي لتبني حلول مستدامة تحفظ صحة وسلامة الجميع.

مشاركة المقال: