الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:52 AM

تقرير يكشف: سوريا كانت ساحة تدريب للجيش الروسي قبل غزو أوكرانيا

تقرير يكشف: سوريا كانت ساحة تدريب للجيش الروسي قبل غزو أوكرانيا

كشف تقرير موسع نشرته صحيفة «فيلت» الألمانية أن الحرب الروسية في سوريا مثلت مختبراً دموياً لروسيا، حيث اختبرت فيه أسلحتها وتكتيكاتها التي استخدمت لاحقاً في أوكرانيا.

أوضحت الصحيفة أن آلاف الغارات الجوية التي نفذتها القوات الروسية في سوريا منذ عام 2015 كانت بمثابة نموذج ميداني لما قامت به لاحقاً في أوكرانيا، سواء من حيث الأسلوب العسكري أو تجاهل حياة المدنيين.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجد في التدخل في سوريا فرصة لإعادة بناء صورة الجيش الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كما أتاح له هذا التدخل اختبار قدرات قواته الجوية والبرية في ظروف حرب حقيقية، تحت غطاء «مساعدة النظام السوري».

وأضافت أن الطيارين الروس نفذوا آلاف الطلعات الجوية ضد مدن وبلدات كانت خارجة عن سيطرة النظام، وغالباً ما استهدفت مستشفيات ومدارس وأسواق مزدحمة، ما تسبب في سقوط عشرات آلاف الضحايا من المدنيين.

وأشار التقرير إلى أن القوات الروسية نقلت إلى أوكرانيا بعد عام 2022 التكتيكات نفسها التي جربتها في سوريا، مثل سياسة «الأرض المحروقة» واستهداف البنية التحتية المدنية لإرغام السكان على النزوح، مع الاعتماد على حملة دعائية تهدف إلى إنكار الجرائم أو تبريرها بذريعة «محاربة الإرهاب».

وأكدت الصحيفة أن الضباط الروس الذين خدموا في سوريا، بمن فيهم قادة بارزون في سلاح الجو، هم أنفسهم الذين يديرون العمليات في أوكرانيا اليوم.

كما رأت «فيلت» أن سوريا شكلت ساحة لتوسيع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، إذ حصلت موسكو على قواعد دائمة في طرطوس وحميميم، واستخدمتها كنقطة ارتكاز لعملياتها اللاحقة في البحر الأسود والبحر المتوسط.

واعتبرت أن زيارة رئيس النظام السوري الجديد أحمد الشرع الأخيرة إلى موسكو جاءت في إطار تعزيز هذه الشراكة العسكرية والسياسية التي جعلت سوريا جزءاً من إستراتيجية بوتين الأوسع لمواجهة الغرب.

وختم التقرير بالقول إن «الدمار الذي خلفته الطائرات الروسية في حلب، كان نسخة أولى لما حدث في ماريوبول الأوكرانية»، مشيراً إلى أن التجربة السورية كانت بالنسبة للجيش الروسي «تدريباً واقعياً» على حرب الإبادة الحديثة التي أعادت روسيا تطبيقها في أوروبا بعد سبع سنوات.

مشاركة المقال: