الثلاثاء, 3 يونيو 2025 08:30 AM

جامعة دمشق في درعا: خدمات متدهورة واكتظاظ طلابي خانق يعيق العملية التعليمية

جامعة دمشق في درعا: خدمات متدهورة واكتظاظ طلابي خانق يعيق العملية التعليمية

درعا – محجوب الحشيش: يعاني طلبة فرع جامعة دمشق في محافظة درعا من صعوبات جمة تؤثر سلبًا على تجربتهم الجامعية ومستواهم الدراسي. تتصدر هذه المشكلات، وفقًا لشهادات الطلاب، الاكتظاظ الشديد في القاعات الدراسية، وتدهور الخدمات الأساسية مثل المرافق الصحية غير النظيفة، ونقص مياه الشرب، وتراكم النفايات في القاعات وحرم الجامعة، بالإضافة إلى افتقار الكليات إلى الوسائل التقنية الحديثة، وقاعات الحاسوب، والمختبرات المتطورة، والمكتبة المركزية التي توفر المراجع الضرورية.

ألف طالب في المحاضرة الواحدة: يضطر الطلاب إلى التكدس في قاعات غير مجهزة لاستقبال هذا العدد الهائل.

تتوزع الكليات الست التابعة لجامعة دمشق في درعا على مبانٍ حكومية غير مخصصة في الأصل للجامعة. فكليتا الاقتصاد والحقوق تقعان في مبنى المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وكليتا العلوم والطب البيطري في المدرسة الشرعية، وكليات معلم الصف والإرشاد النفسي ودبلوم التأهيل التربوي في مبنى تابع لمديرية تربية درعا، بينما تتمركز كليات الآداب في منطقة "البانوراما".

أكد الدكتور شوقي الراشد، رئيس فرع كليات جامعة دمشق في درعا، أن أكثر من 14000 طالب يتوزعون على مبانٍ لا تملكها الجامعة، مما يؤدي إلى وجود أكثر من ألف طالب في المحاضرة الواحدة. واقترح الراشد استغلال المباني الحكومية السابقة التابعة للنظام السابق، مثل مبنى فرع "الحزب" ومبنى "الأمن السياسي" ونادي الضباط، كمقرات جديدة لفرع جامعة دمشق في درعا.

تعود جذور مشكلة الاكتظاظ وضيق الأماكن إلى تدمير كليات المزيريب وخروجها عن الخدمة. وأوضح علي المسالمة، رئيس المكتب الهندسي في جامعة دمشق فرع درعا، أن جامعة المزيريب تحولت إلى أثر بعد عين، وأصبح ترميمها مستحيلاً بعد تعرضها للسرقة، حيث لم يتبق منها سوى أساسات البناء. وأضاف المسالمة أن مساحة كليات المزيريب تبلغ 500 دونم، وكانت مجهزة لاستقبال كليات الآداب والعلوم الإنسانية، وتضم 20 قاعة تتسع كل واحدة منها لـ 200 طالب، بالإضافة إلى مساحات مخصصة للمكاتب الإدارية. وذكر أن الخطة الأصلية كانت تقضي بنقل جميع الكليات إلى منطقة المزيريب بعد تخصيص مبنى لكل كلية، إلا أن خروج الجامعة عن الخدمة عام 2013 أدى إلى تفاقم الضغط على الأماكن المتاحة في درعا.

غياب الأدوات التعليمية: تعاني الكليات من نقص حاد في التجهيزات الضرورية للعملية التعليمية.

تحاول ملك المقداد، الطالبة الجامعية، القدوم مبكرًا من مدينة بصرى الشام إلى كلية التربية في جامعة دمشق فرع درعا، لتتمكن من الجلوس في المقاعد الأمامية وسماع المحاضرة. وأشارت ملك، وهي طالبة إرشاد نفسي، إلى أن المدرج يضم أكثر من ألف طالب، وأن صوت المدرس لا يصل إلا إلى الصفوف الأمامية. وأضافت أن بعض المدرسين يقومون بتبديل الطلاب على صفوف المدرج، أي أن المحاضر يقسم المحاضرة إلى قسمين خلال الوقت المخصص للمحاضرة الواحدة.

من جانبه، اشتكى باسل، وهو طالب في كلية الحقوق، من فيضان الحمامات في الكلية وعدم نظافة المرافق العامة، مما يضطر بعض الطلاب من الذكور والإناث إلى الذهاب إلى المقصف الخاص القريب من الجامعة لاستخدام الحمامات. وأكد الطالب علي الريني أن المرافق غير مؤهلة وتحتاج إلى صنابير ومغاسل، مضيفًا أن وجود الطلاب في الكليات قد يستمر لأكثر من ثماني ساعات، وأن دخول المرافق أصبح أحد الهموم التي تراود الطالب منذ الصباح.

ومن المشكلات الأخرى التي ذكرها الطلاب، ضعف الإضاءة داخل القاعات، خاصة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى قدم وعدم وضوح العرض عبر أجهزة العرض (البروجكتر)، وحاجة أبواب القاعات إلى صيانة. وأشار الطالب علي الريني إلى أن كليات التربية مزودة بمولد كهربائي يعمل على الديزل، إلا أن إدارة الجامعة لا تقوم بتشغيله خلال ساعات الدراسة، مطالبًا بإصلاح المصابيح في القاعات وتشغيل الكهرباء الحكومية عبر خط معفى من التقنين أو تزويد المولد بالديزل وتشغيله خلال ساعات الدوام. كما اشتكى الطلاب من عدم وجود مختبرات وقاعات حاسوب ومكتبات للمراجع.

عمل وفق الإمكانيات المتاحة: الإدارة الجامعية تبرر التقصير بالإمكانيات المحدودة.

أوضح علي المسالمة، رئيس المكتب الهندسي في جامعة دمشق فرع درعا، أنه بسبب سرقة أحد مكبرات الصوت في كلية التربية في بداية الفصل الدراسي الأول، تم سحب جميع مكبرات الصوت من الكليات خوفًا من سرقتها لعدم وجود حماية أمنية للجامعة حينها. وأضاف المهندس أن الإدارة بصدد إعادة تركيب هذه المكبرات خلال الأيام المقبلة بعد تأمين حراسة جديدة للكليات.

وأشار المسالمة إلى وجود صيانة فعلية للمراحيض حاليًا، وأن إدارة الجامعة تعمل على فتح المجاري أكثر من مرة، لأن الضغط الطلابي وقلة المياه يتسببان في انسدادها، مطالبًا بمنح الجامعة خطوط مياه وكهرباء معفاة من التقنين. وحول قلة المياه التي لا تكفي الطلاب، قال المسالمة إن كلية التربية فيها أكثر من عشرة خزانات بسعة 12 مترًا لكل واحد، لكنها لا تكفي الطلاب، كما تقع الكلية ضمن حي الكاشف الذي يخضع لتقنين في المياه (يومان في الأسبوع)، لذلك يتم رفد الخزانات بمياه مصدرها صهاريج تابعة لمديرية المياه.

وذكر أن النفقات المخصصة للصيانة الشهرية للأبنية والمرافق العامة لا تغطي هذه الأعطال، مضيفًا أن مجلس المدينة يرحل النفايات من الحاويات مرتين أسبوعيًا، وأن عمليات حرق النفايات تتم بطرق عشوائية لا علاقة للجامعة فيها. وأشار المسالمة إلى أنه كانت توجد قاعة حاسوبية، ولكن نظرًا للضغط الشديد على القاعات والمكاتب تم إلغاؤها واستعيض عنها ببعض أجهزة الحاسوب يتم وضعها عند الحاجة. وتابع أن كلية الاقتصاد الثانية في درعا ليس لها مكان مخصص، فهي موجودة ضمن بناء المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وهذا البناء مؤلف من خمسة طوابق ويحتوي على كليات الاقتصاد والحقوق والمعهد التقاني والمعهد الهندسي، بالإضافة إلى جميع المكاتب الإدارية لكلية الآداب. وأضاف أنه لا يوجد أي مكان لقاعة مخصصة للحاسوب أو مكتبة للمراجع، ما دفع إدارة الفرع لوضع جميع المراجع الخاصة بكلية الاقتصاد في مكتب ضمن المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وهو متاح لجميع الطلاب الراغبين بالحصول على مراجع.

مشاركة المقال: