الأحد, 20 أبريل 2025 02:49 AM

جواز السفر السوري: حلم الهجرة أم يأس من الواقع؟ السوريون يتحدثون عن طوابير الهجرة

جواز السفر السوري: حلم الهجرة أم يأس من الواقع؟ السوريون يتحدثون عن طوابير الهجرة

في بلد تتقلص فيه الخيارات كل يوم، يبدو أن الحصول على جواز سفر لم يعد مجرد إجراء إداري، بل أشبه بمحاولة لحجز تذكرة خروج من الواقع. بناء عليه، الطوابير أمام مراكز الهجرة والجوازات لم تعد مشهداً طارئاً، بل أصبحت جزءاً من المشهد العام تماماً مثل انقطاع الكهرباء، أو سؤال “قديش صار الدولار اليوم؟”. موقع سناك سوري قرر أن يطرح سؤالاً بسيطاً على متابعيه: “ما هي أسباب الزحام أمام مراكز الهجرة والجوازات؟”. يا ترى كيف كانت الإجابات؟

سناك سوري-دمشق

كما هو معتاد في الشأن السوري، حتى أبسط الأسئلة تفتح أبواباً واسعة للوجع، والسخرية، والحنين، وربما الهروب، حيث جاءت الإجابات بين الكوميديا السوداء، والتحليل الواقعي، والتنفيس الجماعي. بعض الإجابات كانت كموجة ضحك تخفي خلفها حزناً عميقاً. “شادي” مثلاً، قرر أن يرى في فرصة ذهبية للسياحة، وعزا سبب الطوابير إلى أن «جواز السفر السوري أصبح قوي جداً، والآن بعد تحسن الحالة المادية والاقتصادية، يستطيع المواطن السوري العودة إلى هوايته المفضلة وهي السياحة واكتشاف أقاصي البلدان» أما زياد، فراح يفسر الزحام من زاوية عملية جداً، وقال إن السبب هو وزن جواز السفر السوري، حيث أن كل شخص لديه موعد استلام يأتي بعشرة أشخاص لمساعدته في حمله (شوال بطاطا لأن). “ميسون” اختارت أسلوباً مختصراً، وقالت إن السبب هو “فرط والراحة والسعادة”، (وبالتالي الواحد محتاج يطلع يجرب ضغط الحياة ببلاد برة كم يوم)، ومثلها تقريباً “أحمد” الذي قال إن السوريين ملوا من «الرفاهية والكهرباء ٢٤/٢٤ وكثرة الأمان، لهيك داق خلقه من الرفاهية الزايدة».

في حين قدّم “محمود”، فقدّم نظرة تضامنية مع من لم يهاجر بعد: «بدهم يسافروا ليفسحوا المجال لغيرهم يجرب العيش الجميل في سوريا»، (لأن ما معقول هالهنا كلو يكون حكر بس على سوريي الداخل).

حين تنطفئ النكتة ويبدأ الجد (وليس الست)

رغم الضحك، سرعان ما تنقلب التعليقات إلى وجع حقيقي، أو بالأحرى تعود إلى الوجع بطريقة مباشرة دون مواربة بنكتة عابرة، كحال “عادل”، الذي قارن ببساطة بين من بقي ومن هاجر، وقال: «مقارنة بسيطة بين من هاجر خارج البلاد وكيف ضمن مستقبل وجنسية، سكن، عمل، راتب، زواج، ضمان اجتماعي.. ومن بقي هنا. مقارنة غير متكافئة بما حصل عليه في المهجر وما سيحصل عليه إن بقي. والأمثال لدينا كثيرة». “كفاح” أعادتنا إلى الوراء، مؤكدة أن ليس جديداً، بل جزء من المشهد الدائم، وقالت: «لك من أول ما وعيت عالدنيا والهجرة والجوازات مليانة عالم وعجقة، شو الجديد بالموضوع؟»، عذراً يا كفاح الجميع كان يأمل أن يكون هناك جديد بالموضوع بعد 8 كانون الأول 2024! “معن”، في تعليق موجع، شرح الأمور ببساطة قاتلة: «لأن ما ضل دولة ولا قانون. الشعب ما معو حق خبز يطعمي ولادو، والجريمة صارت يومية»، بينما قرر “أبو ريان” الخروج من كوكب الأرض بالكامل وقال: «بدن يطلعوا لجوء على المريخ أو زحل، ليرتاحوا من جماعة ‘وين كنتوا من ١٤ سنة’» لكن “محمد” نوّه إلى جانب إيجابي، بطريقة تفتح ألف سؤال: «في ناس البارح بصموا على الجواز، اليوم استلموه. والأمور أسهل من قبل بمليون مرة»، (تتذكروا عبارة الاقتصاد هلا أفضل بخمسين مرة؟ إي هيك شي الواقع حالياً).

لكن ناصر حطّ النقطة على السطر وقال من الآخر: «سبب الازدحام.. قلة احترام للمواطن السوري.. وهاد الشي مو جديد.. وين ما رحت بتلاقي ازدحام، سواء على الصرافات، ولا الخبز، ولا التصديق، ولا.. شو بدي احكيلك لاحكيلك». وهكذا جاءت التعليقات، عضها موجع، بعضها غاضب، بعضها ساخر، لكن جميعها يبدو وكأنها تقول شيئاً واحداً، إن كثير من السوريين لم يعودوا يرون في بلدهم موطناً، بل محطة انتظار طويلة باردة ومزدحمة، والطابور ليس مجرد طابور، إنما انعكاس لوطن فقد فيه الناس الثقة بأن القادم أفضل.

يذكر أن وزير الداخلية “أنس خطاب” كان قد قال في بيان الأسبوع الفائت، أنه تم استخراج أكثر من 160 ألف جواز سفر خلال فترة قصيرة.

مشاركة المقال: