انتقد السفير المتقاعد جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، السياسة الإسرائيلية في سوريا واصفاً إياها بأنها غير واضحة، ومؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال جيفري إن استخدام تل أبيب للقوة ضد الحكومة المركزية السورية يهدد سلامتها، معتبراً أن هذا الأمر "يضر أيضاً بمصالح إسرائيل".
وأضاف جيفري: "نتفهم موقف تل أبيب ضد إيران وحزب الله في لبنان على مدى السنوات العشرين الماضية". وأشار إلى أن التوتر الذي تصاعد عقب التدخل الإسرائيلي قد هدأ مؤقتاً بعد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وشدد على أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدد سلامة سوريا ووجودها، متسائلاً عن هدف إسرائيل في سوريا.
وحذر جيفري من أن قيام مجموعات خارجة عن القانون في الجنوب بإنشاء هيكل حكم ذاتي مستقل بقوتهم العسكرية الخاصة وبمساعدة قوة خارجية، قد يؤدي إلى مطالب مماثلة من قسد وفلول النظام في غربي البلاد، محذراً من أن ذلك "من شأنه أن يمهد الطريق لانهيار البلاد". وأكد على أن سوريا التي لا تستطيع الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الجنوب والساحل والشمال الشرقي، لا يمكنها البقاء على قيد الحياة.
وحذر جيفري من أنه إذا استمرت إسرائيل على هذا المنوال، فإن النتيجة ستكون استئناف الحرب والتدخل الأجنبي وعودة إيران، وهو ما لن يخدم مصالح أي طرف في المنطقة، وخاصة إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، يجب أن تحدد ما تريده من الحكومة السورية في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن هذه القضية وجودية بالنسبة لإسرائيل، لأن سوريا تمثل الجبهة الأكثر أهمية في الشرق الأوسط.
وأشار جيفري إلى أن أهم درس مستفاد من الحرب السورية هو ضرورة توحيد صوت المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية والأوروبيون ومنظمات المجتمع المدني التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، ودعم الحكومة المركزية. كما حذر من أن ظهور دولة مستقلة بجيشها الخاص في شمال شرق سوريا سيكون مدمراً للوحدة السورية ويشكل خطراً على مسيرة تخلي تنظيم pkk عن سلاحه ضد الدولة التركية، مشيراً إلى أن التنظيم فشل عسكرياً.
يذكر أن المجموعات الخارجة عن القانون في السويداء قد طالبت بالانفصال عن سيطرة الحكومة السورية تحت حماية دولية، ودعت إلى فتح ممرات إنسانية مع مناطق سيطرة قسد.