الخميس, 30 أكتوبر 2025 07:30 PM

حازم الشيخ: ناجٍ من صيدنايا بساق مبتورة وذاكرة مثقلة بتعذيب لا ينسى

حازم الشيخ: ناجٍ من صيدنايا بساق مبتورة وذاكرة مثقلة بتعذيب لا ينسى

لم تكن ثلاث رصاصات قادرة على إسكات الألم الذي يعتصر جسد حازم الشيخ، أو منحه النجاة من مصير أشد قسوة من الموت نفسه. كان ينزف بغزارة عندما اقتيد إلى وجهته المجهولة، يتمايل بين وعي متمسك بالحياة وإغماءة تقترب ببطء قاتل. ومع ذلك، عاملوه بقسوة وكأنه عدو لدود ما زال يشكل تهديدًا.

نُقل حازم إلى سجن صيدنايا سيئ السمعة، ذلك الاسم المرادف للرعب المطلق، حيث تبدأ رحلة القادمين الجدد نحو مصير مجهول ونهاية غالباً ما تكون مأساوية. وهناك، بدأت فصول جديدة من العذاب تتكشف… عذاب لا يترك آثارًا على الجسد فحسب، بل يخمد آخر بصيص من نور في الروح.

في الزنازين الضيقة المظلمة، تجرّع حازم الشيخ كل ألوان العذاب والتعذيب. قاوم ببسالة وشجاعة، لكن ساقه لم تعد تحتمل هذا الجحيم – لتنتهي مبتورة، وكأن السجن قرر أن يسلب منه القدرة على الوقوف مرة أخرى. ومع فقدان ساقه، فُقدت أجزاء كبيرة من ذاكرته وطمأنينته، حتى أصبح الألم هو الرفيق الوحيد الذي لا يفارقه.

اليوم، يروي حازم الشيخ قصته المؤلمة لـ زمان الوصل، ليس بغرض استعراض أوجاعه وآلامه، بل للحفاظ على الحقيقة حية… ليؤكد أن ما حدث له لم يكن مجرد رقم في تقرير إخباري، ولا مجرد "حالة اعتقال" عابرة، بل حكاية إنسان كان يحلم بحياة طبيعية هانئة، قبل أن تتحول أحلامه الوردية إلى كوابيس مروعة تطارده في صحوه ومنامه.

زمان الوصل

مشاركة المقال: