الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 04:12 PM

حريق هائل يلتهم عشرات الدونمات بين حمص وطرطوس والدفاع المدني يكافح للسيطرة

حريق هائل يلتهم عشرات الدونمات بين حمص وطرطوس والدفاع المدني يكافح للسيطرة

تواصل فرق الدفاع المدني السوري جهودها الحثيثة لإخماد حريق واسع اندلع في أحراج قريتي حب نمرة وقرب علي الواقعتين على الحدود بين محافظتي حمص وطرطوس. وقد امتدت النيران لتطال مساحات شاسعة من الغابات الكثيفة، مما يواجه تحديات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة والرياح الشرقية الجافة التي تساهم في انتشار اللهب.

الموقف الميداني بالتفصيل:

أوضح ربيع جندية، مدير مديرية الدفاع المدني في محافظة حمص، في تصريح لمنصة إخبارية، أن الفرق المشتركة تمكنت، بعد ساعات من العمل المتواصل، من وقف تقدم النيران نحو المنازل السكنية في قرية حب نمرة، معتبراً ذلك إنجازاً هاماً لحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم. وأضاف جندية أن العمليات لا تزال جارية في أحراج قرية قرب علي، حيث لا تزال هناك بؤر نارية مشتعلة في مناطق وعرة ومنحدرة يصعب الوصول إليها. وأشار إلى أن الاستراتيجية الحالية تركز على عزل البؤر النشطة لمنع انتشار الحريق، لافتاً إلى أن ضيق الطرق وضعف البنية التحتية الجبلية يعيقان استخدام الآليات الثقيلة. وأكد استمرار التنسيق مع محافظة طرطوس لتوفير دعم إضافي من فرق الإطفاء والآليات، نظراً لامتداد الحريق على خط التماس بين المحافظتين.

خلفية الحريق والأسباب المحتملة:

من جهته، أفاد عبد الله علي أحمد، أحد سكان ريف طرطوس المطل على منطقة الحريق، بأن النيران اندلعت للمرة الأولى صباح يوم السبت الماضي، وأنه تم تقديم بلاغ رسمي على الفور إلى الجهات المعنية. وأشار إلى أن صعوبة الوصول بسبب وعورة الطرق أخرت الاستجابة الأولية. ورجّح أحمد، في حديث مماثل، أن الحريق بدأ من مكب نفايات يتبع لبلدية حب نمرة أو قرب علي. وأوضح أن النيران اشتعلت في المكب منذ حوالي أربعة أيام، لكنها ظلت محدودة حتى صباح يوم الثلاثاء، حين تحولت إلى كارثة بيئية واسعة النطاق بسبب تغير الظروف الجوية. وأضاف أن هبات نشطة من الرياح الشرقية الجافة ساعدت على انتشار النار بسرعة كبيرة باتجاه الغرب، لتغطي مساحة تجاوزت 200 دونم من الأحراش الكثيفة. ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في المنطقة بسبب مكبات النفايات، مشيراً إلى حوادث مماثلة وقعت في السنوات الماضية. ودعا أحمد الجهات الرسمية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات الحريق، وتحديد ما إذا كان ناتجاً عن إهمال في إدارة المكبات أو عن حرق عشوائي غير مراقب، مطالباً باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلاً، خاصة في مواسم الجفاف ونشاط الرياح.

الوضع الحالي والإجراءات المتخذة:

على الرغم من التحديات، تواصل فرق الإطفاء العمل على الأرض بدعم من الأهالي الذين يشاركون في جهود الإخماد باستخدام أدوات بدائية، في حين يتم التنسيق لتأمين دعم جوي محتمل عبر طوافات إطفاء إذا سمحت الظروف الجوية بذلك. كما يجري تنسيق يومي بين محافظتي حمص وطرطوس لتبادل المعلومات وتأمين الدعم اللوجستي، حيث تُنقل فرق إضافية وآليات إطفاء من مناطق مجاورة لتعزيز الجهد الميداني. ويتم العمل كذلك على فتح طرق مؤقتة لتسهيل وصول الصهاريج وسيارات الإطفاء إلى المناطق الأكثر خطورة. وبينما تستمر عمليات الإطفاء، يطالب الأهالي بتحقيق عاجل وإجراءات وقائية تحول دون تكرار هذه الحرائق.

مشاركة المقال: