الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 01:45 AM

حمص: مطالب ملحة لتأهيل آبار المياه في الأحياء المتضررة وإنقاذ السكان من العطش

حمص: مطالب ملحة لتأهيل آبار المياه في الأحياء المتضررة وإنقاذ السكان من العطش

في حمص، تتصاعد مطالب سكان الأحياء المدمرة بإدراج مناطقهم ضمن خطط تأهيل آبار المياه، وذلك في ظل الجهود المبذولة لتحسين وضع المياه في المدينة.

إياد الرحال، أحد سكان حي جب الجندلي، وجه نداءً عاجلاً إلى الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، مطالباً بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل لتشمل الأحياء الأكثر تضرراً، التي تعاني بنيتها التحتية من انهيار كامل. وأكد الرحال في حديث لمنصة إعلامية: "نطالب بأن تشمل عملية تأهيل الآبار كل الأحياء، وخاصة المدمرة منها، ونتمنى أن تقوم المنظمات بجولات ميدانية على هذه الأحياء، حيث توجد خزانات رئيسية بحاجة ماسة للتأهيل. لقد رفعنا العديد من الكتب الرسمية إلى المحافظة، ولكن دون أي استجابة فعلية حتى الآن".

وأوضح الرحال الفارق بين الأحياء، قائلاً: "حي الإنشاءات، الذي يجري فيه حالياً تأهيل بئر مياه، هو حي غير منكوب ولا يعاني من دمار في البنية التحتية، بينما حي جب الجندلي، الذي دمرته قصف قوات النظام السابق، يضم أربع آبار موصولة على الشبكة الرئيسية، وهي اليوم بحاجة ملحة لإعادة التأهيل. نأمل أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن، لأن استمرار إهمال هذه المنطقة يعني تجاهلاً لمعاناة آلاف السكان".

ويسلط نداء إياد الرحال الضوء على فجوة في خطط التأهيل، حيث تبدو بعض الأحياء "الأقل تضرراً" أولى بالاهتمام من مناطق مثل جب الجندلي، التي لا تزال تحمل ندوب الدمار ولا تحظى بأي مشاريع إحيائية حقيقية. ويتساءل الرحال: "كيف نتحدث عن تحسين واقع المياه في المدينة، بينما نتجاهل الأحياء التي دمرت بالكامل؟ نحن لا نطلب معجزات، بل نطلب العدالة في التوزيع والاهتمام".

وفي سياق متصل، تجري حالياً أعمال تأهيل بئر مياه في حي الإنشاءات، استجابة لأزمة نقص المياه التي تعاني منها عدة أحياء في حمص، وذلك بالتعاون بين "هيئة الإغاثة الإنسانية IYD" و"المؤسسة العامة لمياه الشرب في حمص"، ضمن إطار حملة "حُمص بَلدنا" الهادفة إلى تحسين الخدمات الأساسية للسكان.

وعن أهمية البئر، قال إسماعيل ألفين، منسق حملة "حمص بلدنا" التابع لمجلس محافظة حمص: "هذا البئر حيوي جداً لحي الإنشاءات، ويتمتع بغزارة مائية جيدة، ما سيسهم في تعزيز كميات المياه الموزعة على الشبكة العامة. من المتوقع أن يخدم عدداً كبيراً من السكان، ويحسن واقع الإمداد المائي في الأحياء المجاورة".

لكن ألفين شدد على أن هذه الخطوة ليست حلاً جذرياً، موضحاً: "إعادة تأهيل هذا البئر خطوة مهمة للتخفيف من معاناة السكان، لكنها ليست حلاً جذرياً. الأزمة مرتبطة بعدة عوامل، أبرزها انخفاض منسوب الينابيع وشح المصادر المائية. ما نقوم به اليوم يندرج ضمن خطة شاملة تشمل تأهيل آبار أخرى، وتطوير الشبكات، وتأمين مصادر بديلة حيثما أمكن".

وأشار ألفين إلى أن وضع البئر الجديد في الخدمة سيؤدي إلى تحسن ملحوظ في واقع المياه في بعض الأحياء، لا سيما من حيث ساعات الضخ وكميات التزويد. لكنه حذر من أن "بعض المناطق ما زالت تعاني من ضغط هائل على الموارد المائية، بسبب الطلب المتزايد وتراجع مناسيب المياه، ما يجعل الأزمة بحاجة إلى متابعة مستمرة وحلول طويلة الأمد".

وكشف منسق الحملة عن خطط قادمة بالتعاون مع المؤسسة العامة لمياه الشرب والجهات الشريكة، تشمل إعادة تأهيل المزيد من الآبار المتوقفة عن العمل، وتوسيع شبكات التوزيع في بعض الأحياء، وإعفاء بعض الآبار من التقنين الكهربائي لضمان ضخ مستمر، ودراسة إمكانية استثمار مصادر مائية جديدة لتحسين التزويد بشكل مستدام، والعمل بالتنسيق مع "فريق أربعاء حمص" على تنفيذ مشروع إسالة مياه سد زيتا لرفد نبع عين التنور.

وبينما تتحرك الجهات المعنية لتحسين واقع المياه في حمص عبر مشاريع محددة، تبقى مطالبات أهالي الأحياء المدمرة، وعلى رأسهم إياد الرحال، صرخة في وجه الإهمال، تطالب بعدالة التوزيع، وضرورة إدراج المناطق المنكوبة في خطط الإغاثة والتأهيل، قبل أن يتحول العطش إلى كارثة إنسانية جديدة في مدينة ما زالت تبحث عن أنفاسها بعد سنوات من الصراع والدمار الذي خلفته قوات نظام الأسد السابق.

مشاركة المقال: