تستعد مدينة الرستن لانطلاق فعالية "أربعاء الرستن"، وهي حملة مجتمعية يقودها "منتدى الرستن التنموي" بهدف جمع التبرعات المالية والعينية لإعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية المتضررة في المدينة الواقعة شمالي حمص. الحدث الجماهيري، الذي يحظى بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، يُتوقع أن يكون نقطة تحول في مسيرة التعافي.
أكد قاسم الشيخ، المكلف من قبل المنتدى برئاسة الحملة وتنسيق فعالياتها، في حديث لمنصة سوريا 24، أن العمل جارٍ على قدم وساق لتجهيز الصالة الرئيسية التي ستستضيف الفعالية في وسط مدينة الرستن، بالقرب من المركز الثقافي. وأوضح أن الصالة تتسع لحوالي 1500 شخص، وأنها تخضع حاليًا لعمليات ترميم مكثفة استعدادًا لحفل انطلاق الحملة، بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة قصف قوات النظام السابق.
وأشار الشيخ إلى التنسيق الجاري مع محافظ حمص والجهات المعنية، مؤكدًا على الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير الذي تحظى به الحملة. وأضاف: "نسعى لتقديم حدث مميز يختلف عن الحملات السابقة، وذلك خدمة لأهالي الرستن الذين يبلغ عددهم حوالي 80 ألف نسمة".
على الرغم من تركيز اسم الحملة على الرستن، إلا أن أهدافها تتجاوز ذلك، حيث أوضح الشيخ أن "أربعاء الرستن" يمثل نموذجًا قابلاً للتعميم، معربًا عن أمله في أن تتوسع مشاريعه مستقبلًا لتشمل مدنًا وبلدات أخرى في محافظة حمص، مثل القصير وتلبيسة وتلكلخ وتدمر.
وشدد الشيخ على أن القطاعات المستهدفة ذات أولوية قصوى تشمل التعليم والصحة، موضحًا أن "إعادة ترميم المدارس وتجهيزها بكل ما يلزمها من الناحية اللوجستية يمثل أولوية قصوى، فالتعليم هو حجر الزاوية". وأشار إلى أن الحملة ستركز أيضًا على مشاريع البنية التحتية العاجلة في مدينة الرستن، مثل إصلاح شبكة الطرق والجسور المدمرة، وإنارة الشوارع، وتحسين خدمات المياه، وتأهيل وترميم المساجد.
وأوضح أن المنتدى قام بتشكيل لجان متخصصة لإجراء دراسات ميدانية دقيقة بهدف متابعة المشاريع وتحديد أولوياتها بناءً على الاحتياجات الفعلية للأهالي. وقد تم التواصل مع التجار ورجال الأعمال والصناعيين لحثهم على دعم الحملة، مع التأكيد على الترحيب بكل أشكال الدعم، سواء المالي أو العيني، الذي يخدم المدينة وأهلها.
من جانبه، صرح محمود الجدعان، أحد أبناء ريف حمص الشمالي لمنصة سوريا 24، بأن التحضيرات لحملة "أربعاء الرستن" بدأت منذ حوالي شهر، وتشهد زخمًا متزايدًا يومًا بعد يوم. وأضاف أن الهدف من الحملة هو جمع التبرعات لإعادة ترميم البنية التحتية في الرستن، وخاصة الجسور والمدارس، من خلال مشاريع يمكن أن تقدمها جهات دولية أو أفراد ميسورون. وأكد على الدور المحوري للشباب في الرستن في هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن فريقًا إعلاميًا سيغطي الفعالية بشكل مباشر لضمان وصول رسالتها إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. ومن المقرر أن تنطلق الفعالية الرئيسية للحملة يوم الأربعاء القادم، في خطوة تأمل اللجنة المنظمة أن تكون نقطة تحول حقيقية في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية في الرستن وريف حمص الأوسع.