الخميس, 23 أكتوبر 2025 06:47 PM

حملة لتوثيق انتهاكات حقوق النساء في سوريا: مبادرة جديدة لتحقيق العدالة والمساءلة

حملة لتوثيق انتهاكات حقوق النساء في سوريا: مبادرة جديدة لتحقيق العدالة والمساءلة

في خطوة جوهرية نحو تحقيق العدالة وكشف الحقيقة في المجتمعات التي عانت ويلات الحروب والاستبداد، أطلقت مؤسسة "حقي" بالتعاون مع المجلس العربي وموقع "زمان الوصل" مشروعًا تحت عنوان "نداء من أجل العدالة والمساءلة – لا تدعي قصتك تُنسى… حان وقت التوثيق". يهدف المشروع إلى توثيق الانتهاكات التي تعرضت لها النساء السوريات خلال فترة حكم نظام الأسد في دمشق وريفها، وذلك لدعم جهود العدالة والمحاسبة وكشف الحقيقة.

المحامية والصحفية نور عويس، الباحثة القانونية في المجلس العربي ومنسقة المشروع في مؤسسة "حقي"، أوضحت أن هذه المبادرة تأتي استكمالًا لجهود سابقة في جمع الشهادات النسائية وتوثيق الانتهاكات بحقهن. وأشارت إلى أن المشروع يركز على بناء ملفات توثيقية متكاملة يمكن أن تشكل ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية في سوريا. وأضافت عويس: "من خلال جمع الشهادات والوقائع الموثقة، يمكن بناء ملفات قانونية قوية تُسهم في منع الإفلات من العقاب وتمهّد لعدالة انتقالية تُنصف الضحايا وتعيد الثقة بالقيم الإنسانية".

في الحالة السورية، التي شهدت انتهاكات واسعة بحق النساء على وجه الخصوص، يصبح التوثيق أداة ضرورية لإرساء العدالة وكشف حجم المعاناة التي طالت آلاف النساء السوريات، وتمكين أصواتهن من أن تكون جزءًا فاعلًا في مسار الحقيقة والمساءلة.

من جانبه، أكد علي عبد الحميد الزير، مدير مكتب دمشق في مؤسسة "حقي"، أن الهدف من المشروع هو رفع صوت النساء وإتاحة مساحة آمنة لهن لرواية قصصهن ومعاناتهن. وأضاف أن الفريق المختص سيتولى تسجيل الشهادات بشكل مهني يحترم خصوصية الضحايا وسلامتهن، لضمان وصول أصواتهن بأعلى درجات المصداقية.

ويؤكد القائمون على المشروع أن الخصوصية والسلامة الشخصية للمشاركات تشكل أولوية مطلقة، مشيرين إلى أن جميع المعلومات والبيانات سيتم التعامل معها بسرية تامة. كما سيجري توثيق القصص بطريقة إعلامية ومهنية تسلط الضوء على الأبعاد الإنسانية والقانونية للانتهاكات.

تسعى المبادرة كذلك إلى تعزيز مفهوم العدالة الانتقالية من خلال كشف الحقيقة وكتابة السرديات النسائية ونشرها، انطلاقًا من قناعة المؤسسة بأن "العدالة تبدأ من الشهادة". يمكن للسيدات اللواتي تعرضن لأي نوع من الانتهاكات التواصل مع مؤسسة "حقي" للمشاركة في التوثيق عبر البريد الإلكتروني: .

تختتم مؤسسة "حقي" عبر منصتها نداءها بالقول: "لا تدعي قصتك تُنسى… لأن العدالة تبدأ من شهادتك".

مشاركة المقال: