أكد اقتصاديون أن الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الجزء الأكبر من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا يمثل خطوة مفصلية نحو انفراج اقتصادي واجتماعي وإعادة ربط سوريا بالنظام المالي العالمي.
الخبير الاقتصادي الدكتور محمد كوسا أوضح أن القرار ينهي أكثر من عقد من العزلة الاقتصادية، ويفتح المجال لتحسين المؤشرات النقدية والمالية، مثل تحسين سعر صرف الليرة السورية، وانخفاض التضخم، وتدفق السلع والخدمات، مما يقلل من كلفة المعيشة اليومية.
كما أشار كوسا إلى أن رفع العقوبات عن مصرف سوريا المركزي والمؤسسات المالية سيتيح لسوريا العودة إلى شبكة التحويلات المالية العالمية (SWIFT)، مما يعيد الثقة إلى القطاع المصرفي ويسهل عمليات التحويل والاستثمار.
تأثيرات على القطاعات الحيوية
يرى كوسا أن القرار سيفتح الباب أمام انتعاش شامل في قطاعات الطاقة، والنفط، والصناعة، والتجارة، والتكنولوجيا، والصحة. وأوضح أن هذه القطاعات ستستفيد من عودة استيراد المواد الأولية والمعدات، ورفع القيود عن الأدوية والتقنيات الزراعية، وبرمجيات الاتصالات، والمعدات الرقمية.
وأكد أن عودة الشركات العالمية إلى سوريا وتفعيل التعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي سيسهمان في دفع عجلة الاستثمار، وإعادة الإعمار، وتعزيز بيئة الأعمال في البلاد.
دمج سوريا بالاقتصاد العالمي
من جهته، أوضح الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور شفيق عربش أن لرفع العقوبات آثاراً إيجابية شاملة حيث يتيح إعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام الاقتصادي العالمي، ويخفّض من كلفة التبادل التجاري، ويسهّل وصول التحويلات المالية من الخارج.
وأشار عربش إلى أن القرار يسهم أيضاً في عودة كبرى الشركات التقنية العالمية لتقديم خدماتها في سوريا، وفتح الأبواب أمام الوصول الكامل إلى منصات التعليم، والتجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية، والتطبيقات الحديثة.
بدوره أكد نائب رئيس غرفة تجارة دمشق السابق محمد الحلاق أن رفع العقوبات أمر إيجابي ومهم وله أثر وانعكاس على الاقتصاد السوري، ويحقق استقراراً اقتصادياً واجتماعياً. وأشار الحلاق إلى أن هذا الإجراء يسهم في استقرار الأسواق وضبط الأسعار، كما يفتح المجال أمام المزيد من فرص الاستثمار، ما من شأنه أن يفضي إلى تحقيق توازن اقتصادي واستعادة قيمة الليرة السورية، وبالتالي إنعاش الاقتصاد الوطني.