د.سلمان ريا: أنا قمح حقل، لست الرغيف، أنا نبض قلب وإيقاع صيف. سكنت السنابل مثل الندى، وعانقت ريح المدى مثل طيف.
هجرنا الديار ولا من مجيب، رمونا بأوعية كي نذوب. وكانت حبيبة قمح تنادي على أختها في ظلال الغروب.
جُمعنا معاً بقلوب الحنين، نعانق صمت الأسى والسهر، لنغدو طحيناً وصوت الأنين، تسلل من حزنه وانصهر.
أفاقت علينا يد حانية تداعبنا مثل فجر رشيق، تسامت لنا نشوة عالية، وهمس المروج بنا يستفيق.
فقالت حبيبة قمح قديم: تعالين تحت الرحى نستقيم، وصارت ترنم لحناً أليف على وقع طبل ليصحو النديم.
كُسينا بياضاً مضيئاً شفيف، خُلطنا بملح وماء العجين، طربنا للحن يصوغ الرغيف، تكور ثم استدار الجنين.
وجال بنفسي حنين قديم، سريعاً صحوت على لسع نار، خرجت بوجه البهاء الوسيم، فتاة تكشف عنها الخمار.
وبعد اقتسامي على خمسة جياع كأفراخ عش الطيور، فرحت… لأني إلى رجعة بسر الخلاص… وميلاد نور.
(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)