الأربعاء, 30 أبريل 2025 02:15 AM

رحيل الموسيقار سعد الله آغا القلعة: خسارة فادحة للموسيقى العربية

رحيل الموسيقار سعد الله آغا القلعة: خسارة فادحة للموسيقى العربية

برحيل الدكتور المهندس سعد الله آغا القلعة، الباحث والموسيقي وعازف القانون ووزير السياحة السوري الأسبق، تفقد الموسيقى العربية قامةً كبيرة. توفي الفقيد يوم الأحد 27 نيسان في كاليفورنيا بعد صراع مع المرض.

ترك الراحل إرثاً غنياً يشمل 300 ساعة بث تلفزيوني، ومشروعه "كتاب الأغاني الثاني"، وهو موقع إلكتروني يضم شروحات موسيقية مدعمة بمقاطع سمعية بصرية نادرة. قام بتحليل قوالب القدود الحلبية، ونسخة نادرة من موشح لأبي خليل القباني سجلتها إذاعة حلب عام 1951، بالإضافة إلى تجارب عبد الوهاب وسيد درويش وأم كلثوم والرحابنة. تفاعل مع جمهوره العربي بالإجابة على تساؤلاتهم حول مستقبل الموسيقى العربية، ونوه في دراسة عام 2017 بتأثيرات الذكاء الاصطناعي على الموسيقى.

الباحث والموسيقي جمال عواد تحدث عن تجربته مع الراحل قائلاً: "بداية تواصلي مع الدكتور الراحل كانت نقاشاً حول مقام أغنية 'شال' للرحابنة..." وأشار إلى أن آغا القلعة عمل على تأريخ دقيق بلقائه عظماء الموسيقيين والفنانين ومعاصرته لهم، ومزج في تحليلاته الموسيقية بين التقنيات الإلكترونية والتحليل العلمي، مع التركيز على التقاطعات والتشابهات والتجديدات. كان يرى أن العصر الذهبي للموسيقى العربية هو من بدايات القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، ثم بدأت الموسيقى العربية تفقد هويتها بتأثرها بأنواع موسيقية عالمية.

بالإضافة إلى كونه عازفاً مميزاً على آلة القانون، شارك الراحل صباح فخري في حفلة نادرة بباريس. كان مهتماً بغنى استخدام الموسيقى العربية للآلات وتنوع المقامات وتفرعاتها.

يختم الأستاذ جمال عواد كلامه قائلاً: "كان الدكتور سعدالله آغا القلعة مصباحاَ منيراً شعشع في سماء الموسيقا العربية... ورحيله شكل ضربة مؤلمة لأجيال تربت على أفكاره ومنهجيته."

جدير بالذكر أن الفقيد كان أستاذاً في كلية الهندسة في جامعة دمشق، وحاز على الميدالية الذهبية كأفضل مقدم برامج تلفزيونية في عام 1996 في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وعلى جائزة زرياب في الموسيقا في عام 2016.

مشاركة المقال: