السبت, 18 أكتوبر 2025 04:09 PM

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: دلالات وأبعاد استراتيجية للملف السوري

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: دلالات وأبعاد استراتيجية للملف السوري

بغض النظر عن الآراء المتباينة حول زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو، تظل هذه الزيارة ذات أهمية بالغة وتشير إلى تطورات مهمة في الملف السوري، كما يرى أحمد رفعت يوسف. لن نخوض في التفاصيل الرسمية المعلنة للزيارة، سواء بشكل مباشر أو عبر التسريبات، ولكن يمكن التأكيد أن الكواليس كانت حافلة بالنشاط. سنركز على النقاط التي أكدتها الزيارة، والتي ترسخ صورة سورية وأهمية دورها وموقعها كنقطة توازن استراتيجي في التوازنات الإقليمية والعالمية.

أولاً، الموقع الجيوسياسي الفريد لسورية يعتبر عامل قوة كامنة لا يقل أهمية عن القوة العسكرية، شرط استغلاله الأمثل لصالح سورية وشعبها. ثانياً، سورية من الدول القليلة التي لا يمكن أن تكون ضمن محور ضد آخر، بل يجب أن تكون على مسافة واحدة من جميع المحاور والقوى المؤثرة إقليمياً ودولياً. ثالثاً، لابد أن تكون سورية قوية عسكرياً للحفاظ على استقلالها وأرضها ومصالحها وتوازنها، وليس لشن اعتداءات. رابعاً، لا يمكن لسورية أن تعادي قوة كبرى، إقليمية أو دولية، وهذا يتطلب حنكة سياسية وإدارية لقيادة السياسة السورية وسط التناقضات في المصالح بين الدول والقوى المؤثرة.

خامساً، لا يمكن تجاهل روسيا ودورها في سورية، مهما كانت الآراء حول سياستها. سادساً، الحركة السياسية لسورية الجديدة لن تتوقف على موسكو، بل ستشهد تحركات وزيارات هامة أخرى، خاصة باتجاه الصين ومصر وإيران، مما يؤثر بشكل مباشر على رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. سابعاً، لابد من تقوية الساحة الداخلية بكل تفاصيلها لنكون أقوياء في مفاوضاتنا مع الخارج. ثامناً، ما يحدث في سورية يؤثر بشكل مباشر على كل دول المنطقة، لذلك أي تحرك سوري يكون تحت مجهر كل الدول الإقليمية والدولية المؤثرة.

في الختام، يُعتقد أن الزيارة ستكون لها نتائج وتداعيات إيجابية في الداخل السوري، مما يؤكد أن سورية تسير نحو الهدوء والاستقرار وتغليب منطق الدولة، ولكن لابد من مراقبة العناصر والقوى المتضررة من ذلك داخلياً وخارجياً.

(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

مشاركة المقال: