الخميس, 26 يونيو 2025 01:47 AM

سوريا تستعد لدخول عالم السياحة العلاجية: إمكانات واعدة وكفاءات عالية

سوريا تستعد لدخول عالم السياحة العلاجية: إمكانات واعدة وكفاءات عالية

تستعد سوريا للعب دور بارز في مجال السياحة العلاجية بالمنطقة، مدعومةً بكفاءات طبية متميزة، وبيئة طبيعية غنية، ومقومات سياحية متجددة. يأتي ذلك في ظل تنافس دولي متزايد على حصة في هذا السوق العالمي الذي يشهد نموًا سنويًا، ويستقطب ملايين الزوار الباحثين عن خدمات علاجية عالية الجودة بتكاليف معقولة.

كفاءات وطنية وتكاليف منافسة

يشهد العالم إقبالًا على السياحة العلاجية، حيث يجمع المرضى بين العلاج والاستجمام. تمتلك سوريا في هذا المجال نقاط قوة واضحة، بدءًا من الكادر الطبي الذي يتمتع بسمعة طيبة وكفاءة عالية، خاصةً في تخصصات دقيقة مثل جراحة التجميل، زراعة الأسنان، علاج العيون، وأطفال الأنابيب. وتتميز هذه الخدمات بتكاليف أقل بكثير مقارنة بدول الجوار. يؤكد المختصون أن هذه الميزة التنافسية، بالإضافة إلى الجودة المهنية، تجعل سوريا وجهة واعدة، شريطة توفير بيئة تشريعية وخدمية مناسبة تدعم هذا التوجه.

طبيعة استشفائية لا تُنافس

تتجاوز مقومات السياحة العلاجية في سوريا الجانب الطبي لتشمل الطبيعة المتنوعة التي تتيح فرصًا فريدة للعلاج الطبيعي. ففي رأس البسيط، تُستخدم التربة البازلتية في علاج أمراض المفاصل، وتُعتبر غابات صلنفة وهواؤها الجبلي النقي ملاذًا لمرضى الربو، بينما تجذب الحمامات الكبريتية من يعانون من أمراض جلدية وروماتيزمية. يُعد مشفى الحفة، الواقع وسط أحراج صلنفة، نموذجًا للاستثمار الواعد، حيث أكد مديره الدكتور عصام غميرة استعداد المشفى لاستقبال الحالات الاستشفائية بفضل موقعه الجغرافي وكوادره الطبية المؤهلة. وفي وادي قنديل، تبدو الصورة أكثر طموحًا، حيث كشف أحد مديري المنتجعات عن توفر معظم العناصر اللازمة لتحويل المنطقة إلى مركز علاج وترفيه متكامل، بفضل الرمال البركانية، ونقاء الهواء، وتوافر الخدمات السياحية.

بين الرؤية والتحديات

على الرغم من هذه المقومات، يرى الخبراء أن دخول السوق العالمية للسياحة العلاجية يتطلب أكثر من مجرد موارد طبيعية أو مهارات بشرية. يؤكد الخبير الاقتصادي عبد الحكيم قداح أن إعداد دراسات جدوى متكاملة، وتحديث التشريعات، وتقديم التسهيلات الاستثمارية، هي خطوات أساسية للانطلاق. وأشار قداح إلى أهمية إطلاق خطوط طيران مخصصة للرحلات العلاجية، وتشييد مراكز استشفائية متخصصة، وتوثيق الحالات الناجحة واستخدامها في التسويق الذكي، داعيًا إلى استثمار انفتاح بعض الأسواق الخليجية لتنشيط الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

دعم حكومي متزايد

تُعلن وزارة السياحة عن خطوات عملية لدعم هذا التوجه، حيث صرّح المهندس غياث فراح، معاون وزير السياحة، لصحيفة الحرية عن إطلاق مركز خدمات المستثمرين بتاريخ 27 نيسان 2025، بهدف تبسيط إجراءات الترخيص والتوظيف والاستشارات، تمهيدًا لخلق بيئة استثمارية مرنة. وأوضح فراح أن الوزارة تركز على تنويع المنتج السياحي، بما يشمل السياحة الصحية والعلاجية والبيئية وسياحة المؤتمرات، مع العمل على تحسين البنية التحتية والخدمات الموجهة للزوار. كما أشار إلى التحضير لحملة إعلامية موجهة نحو دول الخليج ودول الجوار، تروّج لتكاليف العلاج المنخفضة وكفاءة الكوادر السورية. وتتضمن الخطة أيضاً توقيع اتفاقيات مع شركات طيران ومكاتب سياحية لتفعيل برامج الرحلات العلاجية وربطها بمراكز استشفاء متخصصة، إلى جانب توسيع عمل المركز في مختلف المحافظات.

فرصة اقتصادية على مفترق الطرق

تمتلك سوريا فرصة استراتيجية للنهوض بهذا القطاع، الذي يتقاطع مع قطاعي الصحة والسياحة، عبر استثمار مزيج فريد من الموارد البشرية والطبيعية والدعم الحكومي. ورغم أن الطريق لا يزال في بداياته، إلا أنه واعد. وسوريا التي لطالما عُرفت بمكانتها العلمية والحضارية، تمتلك اليوم مقومات العودة بقوة إلى الساحة من بوابة السياحة العلاجية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: