تشهد الرياض غداً الثلاثاء انطلاق فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار FII" التي تستمر حتى الخميس، وتشارك فيها سوريا للمرة الأولى. تعكس هذه المشاركة اهتماماً اقتصادياً واسعاً من دول المنطقة والعالم، وتؤكد رغبة سوريا في استعادة دورها الاقتصادي وتعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإقليمية، بعد سنوات من التحديات. تستقطب النسخة التاسعة من المبادرة مشاركة واسعة من كبار القادة الدوليين، حيث يتوقع حضور أكثر من 8000 مشارك، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات عالمية، بالإضافة إلى قادة من أكثر من 20 دولة، منهم الرئيس أحمد الشرع وقادة الأردن والعراق وباكستان، ونائب الرئيس الصيني. تعتبر المبادرة منصة حيوية للابتكار وفرص الاستثمار الدولي.
أكد ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي للمبادرة، على أن دورة هذا العام ستكون استثنائية، مشيراً إلى أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي. وأضاف أن مشاركة سوريا تمثل فرصة مهمة لاستعراض إمكاناتها وجذب الاستثمارات في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة المتجددة، التحول الرقمي، والإعمار. وأشار إلى أن الموارد البشرية المتنوعة والموقع الجغرافي المميز لسوريا يجعلانها وجهة استثمارية واعدة.
يعقد الرئيس الشرع اجتماعاً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالإضافة إلى لقاءات مع كبار المستثمرين والشركات العالمية خلال فعاليات المبادرة، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات التي تدعم إعادة الإعمار. ستركز اللقاءات على قطاعات حيوية مثل البنية التحتية، الصحة، والإسكان، مما يعكس عزم الحكومة السورية على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
تأتي مشاركة سوريا في المبادرة في وقت تنفذ فيه الحكومة إصلاحات اقتصادية لخلق بيئة استثمارية جاذبة وتعزيز النمو المحلي. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا قد تصل إلى 216 مليار دولار، مما يفتح فرصاً هائلة للاستثمار الدولي. تستفيد سوريا أيضاً من الاهتمام الكبير بمجالات التحول الرقمي والتنمية المستدامة خلال فعاليات المبادرة، وهي مجالات تتسق مع رؤية الحكومة لإعادة بناء اقتصاد متطور، وستكون أساسية لدعم المشاريع الكبرى وتعزيز مكانتها الاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي.
من المتوقع توقيع اتفاقيات استثمارية كبيرة خلال المبادرة، تغطي قطاعات متعددة مثل الذكاء الصناعي والطاقة النظيفة والصناعات المستدامة. كما من المتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمارات في النسخة الحالية من المبادرة 60 مليار دولار، مما يعكس الاهتمام الكبير من المستثمرين العالميين بالفرص في سوريا. تمثل مشاركة سوريا في "مبادرة مستقبل الاستثمار" خطوة محورية نحو إعادة دمجها في النظام الاقتصادي العالمي، وبداية لمرحلة جديدة من النمو والتعافي الاقتصادي. وإذا تم استغلال هذه الفرص بشكل استراتيجي، يمكن لسوريا أن تحقق تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق النمو المستدام والإعمار الشامل.