نفّذت القوى البحرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، يوم الخميس 8 أيار، حملة واسعة استهدفت مراكب تستخدم في تهريب البشر.
أوضحت وزارة الدفاع في بيان رسمي أن "الحملة، وبعد اشتباكات استمرت لعدة ساعات، أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المتورطين في عمليات التهريب، بالإضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم".
وأضاف البيان أنه "تم تسليم المقبوض عليهم إلى الجهات الأمنية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم"، مؤكدة أن "هذه العملية تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة للحد من أنشطة التهريب المختلفة".
على الرغم من التطورات السياسية في سوريا، استمرت عمليات التهريب، حيث أحبط الجيش اللبناني في نهاية شهر نيسان الماضي محاولة لتهريب 27 مواطنًا سوريًا عبر البحر في شمال لبنان، وذلك ضمن حملة أمنية تهدف إلى مكافحة عمليات التهريب غير الشرعي للأفراد والأسلحة عبر الحدود.
وذكر بيان للجيش اللبناني أن دورية تابعة للقوات البحرية تمكنت من اعتراض قارب قبالة شاطئ العريضة كان يحاول نقل 27 سوريًا بطريقة غير قانونية إلى خارج البلاد.
وفي الأسابيع الأخيرة، قام الجيشان السوري واللبناني بإغلاق العديد من المعابر غير الشرعية على الحدود الشمالية والشرقية بين البلدين، والتي كانت تستخدم في السابق في عمليات التهريب والتسلل.
تأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد محاولات تهريب المخدرات والأسلحة بين البلدين، حيث تسعى السلطات إلى تشديد الرقابة على المعابر غير الرسمية للحد من الأنشطة غير القانونية.
عمليات تهريب البشر نحو أوروبا استمرت بعد الأحداث الأخيرة، ولكن بوتيرة أقل، حيث أعلنت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي عن انخفاض عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين في الاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك في شهر شباط الماضي.
وأظهر تقرير للوكالة، صدر في 5 أيار الحالي، أن السوريين تقدموا بحوالي 5000 طلب لجوء في دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، بالإضافة إلى سويسرا والنرويج، خلال شهر شباط الماضي.
المديرة التنفيذية لوكالة اللجوء الأوروبية، نينا جريجوري، أشارت إلى أن هذه الأرقام تعكس تحولًا في مشهد اللجوء في أوروبا، مع انخفاض عدد طالبي الحماية لعدة أشهر، بالإضافة إلى تغييرات في ملفاتهم الشخصية وجنسياتهم ووجهاتهم المقصودة.
تلقت دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى سويسرا والنرويج، ما مجموعه حوالي 69 ألف طلب لجوء في شهر شباط، وذلك في سياق اتجاه تنازلي في الأعداد بدأ منذ تشرين الأول 2024، وفقًا لوكالة اللجوء الأوروبية (EUAA).
كان السوريون يشكلون لفترة طويلة الفئة الأكبر من طالبي اللجوء، إلا أنهم أصبحوا في شباط الماضي ثالث أكبر مجموعة، بعد الفنزويليين والأفغان. وتصدرت فرنسا قائمة الدول المستقبلة لطلبات اللجوء، تليها إسبانيا، ثم ألمانيا، التي كانت لسنوات طويلة الوجهة الأكثر جاذبية لطالبي اللجوء.