لم يعد وصول الكهرباء في سوريا مناسبة للفرح، بل تحول إلى حالة تأهب قصوى في المنازل. تكشف منشورات السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي عن سباق محموم لإطفاء الأجهزة الكهربائية، فالخوف لم يعد من الظلام، بل من التكاليف المالية المترتبة على استهلاك الكهرباء.
بعد سنوات من الزيادات التدريجية في أسعار الكهرباء، فوجئ السوريون بزيادة كبيرة ومفاجئة. أطلق هذا القرار موجة من التعليقات الساخرة، والغريب أن حتى المؤيدين للحكومة لم يدافعوا عن هذا القرار.
انتشرت منشورات التوعية بشكل واسع. كتبت "رزان": «لك إجت الكهربا، قوموا طفوا كل شي»، وأرفقت منشورها برمز تعبيري يدمع من الضحك، لكنها تعلم أن هذه الدمعة ستتحول إلى حزن عند رؤية الفاتورة إذا لم يلتزم أصدقاؤها بنصيحتها.
"معتز" قدم نصيحة مماثلة ولكن بتفصيل أكبر، حرصاً منه على زيادة الوعي: «طفوا اللمبات والتلفزيون وافصلوا البراد ونزلوا السخان وغسلوا التياب عأيدكن»، معبراً عن شكره للحكومة بطريقته الخاصة.
صفحة “قناة جيرود” تحدثت عن نهاية حقبة اللهفة لوصول الكهرباء، وقالت: «وقت تجي الكهربا قبل وبعد، قبل: شغلوا الغسالة المكواية سخان المي صوبية الكهربا، بعد: طفوا السخان الغسالة الغرفة يلي مافيها حدا لا تشغلوا الضو فيها»، معتبرة أن من يدفع ثمن الخدمة سيحافظ عليها، ومتسائلة عن وضع من لا يملك ثمنها.
"بثينة" عبرت عن حجم التغيير قائلة: «رح نقول اجت الكهربا قوموا طفوا كل شي .. بعد ما كنا نقول اجت الكهربا قوموا نشعل كل شي انعمى على قلبنا وناس تسفق وناس تزلغط وياحرام المضحك المبكي منتمنى ينلغى القرار بقرار يريح المواطن الفقير الغلبان». وتوقعت عودة قريبة لعصر الشموع.
"سامر" بدأ منشوره بالتحذير: «اعذر من انذر أجت الكهرباء على السريع قوموا طفوا البراد والسخان والانارة بس تطفي الكهرباء رجعوا وصلوهم لا تقولوا ما حزرتكم بس تطلع الفاتورة». أما "حسان" فنصح بإطفاء كل شيء قبل أن يضطروا لبيع منازلهم لدفع الفاتورة.
يذكر أن وزارة الطاقة رفعت أسعار الكهرباء يوم الخميس، حيث أصبح سعر الكيلو واط الساعي للشريحة الأولى 300 كيلو، 600 ليرة لكل كيلو، وللشريحة الثانية فوق الـ300 كيلو بات سعره 1400 ليرة، مما يعني فاتورة شهرية قد تصل إلى عشرات آلاف الليرات.
قال مدير الاتصال بوزارة الطاقة “أحمد السليمان” في لقاء مع ، إنهم بدأوا منظومة إصلاح كاملة متكاملة، بدأت برفع السعر وإصدار تعرفة مناسبة لجذب المستثمرون بالكهرباء، وأضاف: «عندما يدخل المستثمر ويرى أن سعر الكيلو 10 ليرات، فإن هذا يعني عدم وجود مردود كاف لرأس ماله». وأضاف أنهم يتجهون نحو استثمار بقطاع الكهرباء، حيث تأتي شركات لتستثمر بالبنية التحتية وتغييرها بالكامل، وأكد أن الأسعار لن ترتفع أكثر من ذلك.