جاد ح. فياض - شنّ رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عبّاس هجوماً حاداً على حركة "حماس"، محمّلاً إياها جزءاً من مسؤولية استمرار الحرب في غزّة ومطالباً بتسليم الرهائن. يرى عبّاس أن إسرائيل تستغل قضية الرهائن لتبرير هجماتها على الفلسطينيين، وأن تسليمهم سينزع هذا المبرر.
تأتي هذه التصريحات في ظل جهود مستمرة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، كان أبرزها اجتماع حركتي "فتح" و"حماس" في الصين في تموز/يوليو الماضي، والذي أسفر عن اتفاق مبدئي لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.
إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل لأسباب عدة، منها التنافس على السلطة بين الحركتين، والاختلاف في التوجهات بين المسار العسكري الذي تتبعه "حماس" والنهج التفاوضي الذي تتبناه "فتح"، بالإضافة إلى العلاقات المعقدة مع دول إقليمية مثل قطر ومصر وإيران.
يرى نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة أن إسرائيل تلعب دوراً في تعميق الانقسام الفلسطيني من خلال دعم الحركات المعارضة وتغذية الخلافات بين الأطراف.
يشير خريشة إلى وجود انقسامات داخل كل من حركتي "فتح" و"حماس"، بعضها مرتبط بأسباب فلسطينية داخلية وأخرى بعوامل خارجية إقليمية ودولية.
يطرح السؤال: ما هو الحل الأمثل لإنهاء الانقسام الفلسطيني؟ يرى البعض أن تقديم المصلحة الفلسطينية على العلاقات الخارجية هو الحل، بينما يرى خريشة أن إجراء انتخابات وتشكيل قيادة جديدة قد يذلل الأزمة.
يرى البعض أن الجمع بين النهجين السياسي والعسكري ممكن ضمن إطار تنسيقي، مع ضرورة استفادة الفلسطينيين من تجارب أخرى مثل التجربة الإيرلندية.
في الختام، يشكل الانقسام الفلسطيني تهديداً وجودياً على الفلسطينيين ويخدم مصالح إسرائيل، التي تسعى لإفشال أي محاولة لتوحيد الصفوف الفلسطينية.