الخميس, 30 أكتوبر 2025 12:34 AM

عقوبات ترامب تفاجئ روسيا: تأثير أسرع من المتوقع على قطاع النفط

عقوبات ترامب تفاجئ روسيا: تأثير أسرع من المتوقع على قطاع النفط

لم يتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يكون رد فعله على سؤال حول ثقة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بقدرة قطاعه النفطي على تحمل العقوبات الجديدة، سيؤثر على روسيا في غضون ستة أيام بدلاً من ستة أشهر.

تعتبر شركتا "لوك أويل" و"روسنفت"، اللتان خضعتا للعقوبات الأميركية الأخيرة، مسؤولتين عن حوالي نصف صادرات النفط الروسية. ولهذا السبب، وصفتهما شبكة "سي أن أن" بأنهما "الصراف الآلي" للحرب الروسية.

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أن عقوبات ترامب أصابت "عين الثور"، حيث قد تدفع الهند والصين إلى تخفيف أو حتى وقف استيراد النفط الروسي قبل نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن المصافي الهندية أحجمت عن إصدار طلبات جديدة منذ فرض العقوبات، في انتظار توضيحات من نيودلهي.

أوقفت ما لا يقل عن أربع شركات صينية شراء النفط المشحون بحراً من روسيا، وسيستمر هذا التوقف "على الأقل في المدى القريب"، بحسب الوكالة نفسها. ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة وتأتي في سياق تهيئة الأجواء للقاء بين ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة "أبيك". ولكن بغض النظر عن الأسباب، تبدو التداعيات السياسية للعقوبات الأميركية واضحة في الوقت الحالي. وأعلنت شركة "لوك أويل" يوم الاثنين أنها تنوي بيع أصولها الدولية بعد الإجراءات الأميركية.

والأسوأ من ذلك هو التوقيت. لا يتعلق الأمر فقط بالاستهداف الأوكراني لنحو ثلث مصافي النفط الروسية منذ آب/أغسطس، وتعطل ما يتراوح بين 10 و20 في المئة من إمكانات التكرير في البلاد. يقول النائب السابق لرئيس قسم ميريل لينش في بنك أوف أميركا كريغ كينيدي إن هناك "بركة مظلمة من الديون (المترتبة على القطاع الدفاعي لمصلحة البنوك الروسية) ولا أحد يعلم بالضبط حجم الديون الذي سيتم التخلف عن سداده بمجرد استحقاقها". وأشار إلى أن الصناعة الدفاعية تدين للبنوك بنحو 190 مليار دولار، أي ما يقرب من 37 في المئة من الموازنة السنوية للدولة.

أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية يوم الاثنين إلى أن "الصناعة الروسية تتأرجح على شفير انهيار صناعي شامل، ويصل العبء المتمثل بأقساط القروض على إيرادات الشركة إلى مستويات قياسية جديدة".

الخلاصة هي أن العقوبات الأميركية لن توقف الحرب الروسية على أوكرانيا قريباً. هذه الإجراءات ليست "عصا سحرية"، ومن المتوقع أن تلجأ روسيا والهند والصين إلى إيجاد وسائل للالتفاف حول العقوبات ولو جزئياً.

لكن الأكيد هو أن روسيا لا تعيش حالياً أفضل أيامها. سرعة توقف الهند والصين عن شراء النفط الروسي تظهر حدود ما يمكن لشريكي موسكو الدوليين تقديمه لها، خاصة عندما تبدأ واشنطن بفرض خطوطها الحمراء.

يقول توم كيتينج من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" تعليقاً على العقوبات: "كانت الولايات المتحدة في 24 ساعة أكثر فاعلية من الاتحاد الأوروبي في الأشهر الستة الأخيرة".

صحيح أن استدامة تلك الفاعلية ترتبط بما إذا كان ترامب سيواصل التزامه بالعقوبات أو بما إذا كان سيغض الطرف عن تنفيذها. لكن روسيا تتعلم، بالطريقة الصعبة، أن "نهاية" هيمنة الولايات المتحدة على النظام الدولي أبطأ بكثير مما تتخيل.

مشاركة المقال: