الخميس, 8 مايو 2025 12:07 AM

عيد الشهداء: تضحيات من أجل الحرية والكرامة في وجه الظلم

ويسألونك عن عيد الشهداء…. د.محمد حبش

البعض يطالب بطي هذا العيد كما لو كان عيداً بعثياً أو أسدياً!

يوم الشهداء هو اليوم الذي تقدم فيه أحرار الشام وأبرارها يطلبون الحرية في مواجهة طاغية لا يرحم، فنصب لهم مشانق الموت عام 1916م.

هناك على المشانق التقوا، شيوخاً وعلمانيين ومسلمين ومسيحيين، ولكن رسالتهم واحدة: الدفع باتجاه الحرية والكرامة ودرء الظلم عن المستضعفين من العرب الرافضين لمشروع التتريك الظالم الذي كان يقوده الاتحاد والترقي الصاعد، تياراً طورانياً تركياً لا يؤمن بأي دور للعرب. كان الجيش التركي على وشك إلغاء الخلافة نهائياً، وقد فعل.

كانت الدولة العثمانية تشهد النزاع الأخير بعد عقود من الفشل، وقد تورطت في الحرب العالمية الأولى مع الطرف الخاسر وباتت لقمة سائغة للأمم. صارت الشام والعراق على طاولة سايكس بيكو تلهو بها فرنسا وبريطانيا….

شهداء أيار كانوا قافلة مباركة من أبطال الحرية، انطلقت صيحتهم من مكة في وجه الأستانة، وقاد كفاحهم أهل بيت النبوة. على المشانق علق السفاح عمامتين طاهرتين لا يجوز أن ننساهما أبداً: الشيخ عبد الحميد الزهراوي والشيخ أحمد طبارة. من حق هاتين العمامتين اليوم أن تكونا في متحف دمشق الوطني شاهد عدل على أن رجال الدين كانوا أيضاً يحسون معاناة شعوبهم وأنهم ليسوا أولئك الذين يعيشون امتيازاتهم وترفهم على حساب الشعوب.

من المرارة أن بعض مراكز الثقافة في البلاد العربية لا تزال تشيع همساً مريباً حول أبطال أيار، على أساس أنهم ما كانوا يقاتلون في سبيل الله، وأن جهادهم كان من أجل حظوظ وطنية واجتماعية، وكأن سبيل الله التي يدعو إليها القرآن هي شيء مختلف عن العدل والخير والنور الذي ينشده الشرفاء!

إن الجهاد في سبيل الله ليس هدفه حماية الله، فالله عزيز قهار، بل حماية الأمة والدفاع عن الوطن، والمستضعفين في الأرض.

تحية لشهداء السادس من أيار مرتين: مرة لفدائهم وبسالتهم وجهادهم، ومرة ضد الإنكار الذي واجهتهم به ثقافة غريبة مريبة قالت لا مكان لهم بين الشهداء، لأنهم ناضلوا من أجل قوميتهم وأوطانهم وليس من أجل أديانهم!!! وكأن الجهاد في سبيل الله محض كفاح يبذل فيه الإنسان الروح من أجل خدمة الرب!! والله غني عن العالمين.

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: