الخميس, 20 نوفمبر 2025 07:39 PM

فرانكشتاين يعود إلى الشاشة برؤية معاصرة للمخرج غييرمو ديل تورو

فرانكشتاين يعود إلى الشاشة برؤية معاصرة للمخرج غييرمو ديل تورو

دمشق-سانا: عادت شخصية فرانكشتاين المرعبة إلى الشاشة الذهبية مرة أخرى، وذلك من خلال فيلم جديد من تأليف وإخراج المكسيكي غويليرمو ديل تورو، المعروف بشغفه بالسينما الخيالية والأسطورية. يقدم الفيلم رؤية معاصرة لرواية ماري شيلي التي صدرت عام 1818، ممزوجة بالرعب والخيال المثير للتفكير.

من مهرجان البندقية إلى نتفليكس

الفيلم، الذي بلغت ميزانيته حوالي 120 مليون دولار، يتم توزيعه عالمياً عبر منصة نتفليكس. يضم الفيلم طاقماً متميزاً من الممثلين، على رأسهم أوسكار آيزاك في دور فيكتور فرانكشتاين، وجاكوب إلوردي في دور المخلوق، بالإضافة إلى ميا جوث وكريستوف والتز. عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي في 30 آب الماضي، ثم عُرض في دور سينما محدودة في 17 تشرين الأول، قبل أن يصبح متاحاً عالمياً على نتفليكس منذ 7 من الشهر الجاري. تبلغ مدة الفيلم حوالي 150 دقيقة، ويصنف ضمن الدراما القوطية التي تجمع بين العناصر المظلمة والمثيرة والرعب النفسي والمواضيع الخارقة للطبيعة.

القصة والأبعاد الدرامية

وفقاً لمنصة نتفليكس تودوم، تبدأ أحداث الفيلم في القرن التاسع عشر، حيث يسعى فيكتور فرانكشتاين إلى التغلب على الموت عن طريق إعادة إحياء أجزاء من الجثث في مخلوق جديد. ترافقه شخصية إليزابيث، التي أصبحت مساحتها في الفيلم أكبر وأكثر استقلالية وعلمية مما كانت عليه في الرواية. بينما يقدم المخلوق بعداً فلسفياً حول الهوية والإنسانية، ويطرح السؤال المحوري: من هو الوحش الحقيقي؟

يجمع الفيلم بين الرعب والدراما والبصريات الغنية، مع موسيقى مؤثرة من الملحن الفرنسي ألكسندر دسبلات، ليقدم تجربة سينمائية تجمع بين احترام النص الأصلي وجرأة الرؤية الفنية الحديثة.

ردود الفعل النقدية والتقييم

ترافق النجاح الجماهيري للفيلم باستقبال نقدي جيد، مع إشادة بأداء الممثلين والبصريات المميزة، ولكن كانت هناك انتقادات لمستوى النضوج الدرامي في بعض الأحيان. وصف الناقد السينمائي البريطاني بيتر برادشو في تصريح لجريدة الغارديان الفيلم بأنه "ميلودراما جميلة بشكل وحشي"، وأشاد بعلاقة العالم والمخلوق التي تبدو أخوية ملحمية، مع التركيز على الأسلوب البصري الغني بتفاصيل الفترة التاريخية، على الرغم من أن بعض المشاهد قد تعيق طاقة الرعب في الفيلم. رأى الناقد السينمائي الأمريكي أرماند وايت في مجلة ناشيونال ريفيو أن ديل تورو يميل إلى الطفولية في سرد القصة، وأن الفيلم مصمم لإرضاء جمهور الرعب والخيال العلمي، لكنه يفتقد أحياناً للعمق الفلسفي في الرواية الأصلية. أشاد الناقد الأمريكي غلين كيني على موقع إرث روجر إيبرت بالفيلم ووصفه بأنه "الإنجاز المذهل"، معتبراً أن ديل تورو حافظ على جوهر الرواية، وقدم المخلوق بإنسانية عميقة، وأشاد بأداء جاكوب إلوردي وأوسكار آيزاك وبصريات الفيلم المبتكرة. قالت إيليس شافير، نائب رئيس التحرير في منصة فارايتي، إن ديل تورو أعاد ابتكار جوانب جديدة في بعض الشخصيات مثل إليزابيث، مع الحفاظ على جوهر الرواية وروحها، وركز على الجانب الإنساني والروحاني للقصة بدلاً من التحذيرات العلمية التقليدية. كتبت الناقدة أريانا روميرو على منصة نتفليكس تودوم أن ديل تورو لطالما اعتبر رواية فرانكشتاين أغلى أحلامه منذ 3 عقود، وسعى إلى تسليط الضوء على أسئلة وجودية وعمق إنساني يعكس تجربة ديل تورو الشخصية منذ طفولته. على موقع الطماطم الفاسدة المتخصص بتقييم الأفلام والمسلسلات، حصل الفيلم على حوالي 86% من تقييم النقاد، مما يعكس النجاح النسبي للفيلم لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.

تاريخ الشخصية

يشار إلى أن عدد الأفلام المنتجة عن شخصية فرانكشتاين أو التي تضمنتها 433 فيلماً روائياً طويلاً، و212 فيلماً قصيراً، بحسب ما نشره موقع الطماطم الفاسدة، ما يجعله سادس أكثر شخصية خيالية تكراراً في السينما.

مشاركة المقال: