الجمعة, 10 أكتوبر 2025 09:15 PM

في الذكرى الثامنة لرحيله: وقفة مع إرث الدكتور أحمد عمران الزاوي في الدفاع عن العروبة والإسلام

في الذكرى الثامنة لرحيله: وقفة مع إرث الدكتور أحمد عمران الزاوي في الدفاع عن العروبة والإسلام

عبداللطيف عباس شعبان: إن ذكرى الأعلام الأخيار تستحق أن تبقى حيّة في الذاكرة، فهم قد تركوا بصماتٍ تستدعي تذكرهم على الدوام. فالأجيال تقرأ لأعلامٍ من عصورٍ خلت. وفي العاشر من تشرين الأول، تحل الذكرى الثامنة لرحيل العلامة الدكتور المحامي أحمد عمران الزاوي، الذي انتقل إلى جوار الصديقين والشهداء والصالحين في عام 2017.

لقد انصبت مؤلفاته الأربعون على الدفاع عن العروبة والإسلام وفضح الصهيونية، وقد شهد الكثيرون بجودة ما جاء فيها. ومن بين هؤلاء، الأستاذ الشيخ أحمد حاج فتوح، موجّه مادة التربية الإسلامية، الذي قال: "الدكتور العلامة أحمد عمران الزاوي جعل من نفسه جندياً محارباً ضد أعداء القرآن والإسلام والمسلمين والعرب في كل مؤلفاته".

لقد امتلك العلامة الزاوي قدرة فائقة على التأليف، قلّما اجتمعت في غيره من المؤلفين. فملِكته الفكرية مكّنته من الكتابة مباشرةً، واثقاً بما يخطه قلمه، دون الحاجة إلى مراجعة أو تعديل، أو طلب التدقيق من أحد. وكل من قدموا لكتبه أو قرظوها أثنوا على مضمونها بتقديرٍ عالٍ. ومن هؤلاء الأديب الكبير الخطيب النحرير الدكتور عبد اللطيف اليونس الذي قال: "إنما أحب أن أميِّز في الكتابة بين أسلوب العالم واسلوب الأديب، وكتابة الأستاذ أحمد عمران الزاوي تمتاز بأنها تجمع الأمرين معا، فكرة العالِم واسلوب الأديب، وهي ميزة قلَّ من تحلَّى بها إلا نادرون".

وكل من قرأ كتب العلامة الدكتور الزاوي شهد بفيض ذهنه المعطاء، ونقاء فكره الجدير بالاقتداء. ومنهم الشاعر الأستاذ محمود مرشد حبيب الذي خاطب العلامة الزاوي قائلاً:

مناجمُ فكرك المعطاء فاضتْ

فهبْني من جواهرها قِلادةْ

فكرمُك في الثمانيـات يُغـري

نـَدامى خمـرة بالاستـزادةْ

وأشهـدُ كنـتَ قدوتنـا جميعــًا

ولستَ بحاجةٍ هذي الشَّهادةْ

وأنا أجدّدُ القول: فقيدُنا أحمـد الزَّاوي كريمُ الأصلِ والحسبِ فقيدُ الطُّهـرِ والدّينِ فقيـدُ السَّـادةِ النُّـجُــبِ فقيدُ الحـقِّ والعـدلِ فـقـيـدُ العـلــمِ والأدبِ ستبقى جهوده ذخرًا بمــا أســداهُ مـنْ كتُـبِ تــآليـــفٌ محـقَّــقــةٌ يُـزانُ النَّـفـعُ بـالـذهــبِ

لقد سبق أن طبع العلامة الدكتور الزاوي أعداداً كبيرة من جميع كتبه على نفقته الخاصة وأهداها إلى أصدقائه. وأرى أنه من المناسب أن تعمل وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب على إعادة طباعة العديد من كتبه الأربعين. وأقترح أيضاً أن يقوم أساتذة الجامعات بتوجيه طلبة الدراسات العليا لدراسة كتب العلامة الزاوي، لنيل شهاداتهم العليا من خلال البحث والتمحيص في معلوماتها الجديرة بالدراسة.

رحم الله الدكتور الزاوي رحمة عباد الله المؤمنين، وأثاب الله من يترحم عليه رحمة الأخيار الصالحين.

الكاتب: عضو مشارك في اتحاد الصحفيين (أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: