أطلقت منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (EICD) في دير الزور معرضاً خاصاً للمستفيدين من مشاريع الدعم الصغيرة، في مبادرة تُضيء شعلة الأمل الاقتصادي في نفوس الشباب. وتهدف المبادرة إلى عرض منتجات الشباب وتسليط الضوء على قدراتهم بعد انتهاء فترة التدريب المكثف. ويسعى هذا المشروع إلى دعم الأهالي اقتصادياً عبر تمويلهم لافتتاح مشاريعهم الخاصة، لا سيما أولئك الذين لم يحصلوا على دعم مماثل في السابق.
يُشكّل المعرض، الذي يُعد الموسم الثاني من هذه المبادرة، منصة حيوية للشباب لعرض إبداعاتهم ومنتجاتهم، من المنظفات المنزلية وصولاً إلى اللوحات الفنية. وأوضح يامن علوني، منسق مشاريع منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية في دير الزور، في حديث لمنصة، أن المنظمة تُقدّم دورات تدريبية مهنية وريادة أعمال لليافعين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً. وأضاف: “تهدف هذه الدورات إلى تمويل المستفيدين من المشاريع الصغيرة، واليوم نُقيم معرضاً لتسليط الضوء على هذه المنتجات”. وتحدث علوني عن خطط مستقبلية طموحة: “نعتبر هذا الموسم الثاني للمعرض، وخططنا المستقبلية أن يُقام المعرض كل ستة أشهر كنوع من أنواع التغيير وإتاحة الفرصة لمستفيدين آخرين”. وأشار إلى أن المعرض الحالي ضم 28 مشروعاً تم تمويلها من قبل منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تم تمويلها من منظمة الفاو، مؤكداً وجود خطط قادمة لتمويل مشاريع ومعارض أخرى خلال الفترة المقبلة.
من بين المستفيدين، يروي الشاب محمد حاج خضر، في حديث لمنصة سوريا 24، قصة مشروعه الذي يتمثل في معمل مصغر لتصنيع المنظفات. وقال الخضر: “اخترت هذا المشروع بحكم دراستي في الهندسة البتروكيميائية، ولقد استفدت من المعرفة التي اكتسبتها من الجامعة في تصنيع المنظفات، وأسعى لتطوير مشروعي في الأيام القادمة”. وأكد الخضر الأهمية الحيوية لمثل هذه المشاريع: “تعود هذه المشاريع بفائدة كبيرة على الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، بالإضافة إلى إدخالهم في سوق العمل مع انتشار البطالة بشكل كبير وقلة فرص العمل”.
من جانبها، تجسّد لين السومة قصة نجاح أخرى، حيث كان مشروعها هو الرسم بورتريه بالفحم. وقالت السومة في حديث لمنصة : “أعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات، وقد تم تمويلي من قبل منظمة المعهد الأوروبي قبل ثلاث سنوات، وهذا ثاني معرض خاص أشارك فيه مع المنظمة”. وتابعت: “مشروعي يُعتبر من المشاريع الفريدة من نوعها في المدينة، ولم أجد تمويلاً من أحد للمشروع إلا بعد أن تمت متابعة عملي ورسمي من قبل المنظمة، وتم دعمي وتمويلي، والحمد لله”. وزادت قائلة: “طموحي في الأيام القادمة أن أُطوّر من نفسي بشكل أكبر وأصل إلى المكان الذي أستحقه”.
ويأتي هذا المعرض في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالبلاد، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مما يجعل هذه المشاريع بمثابة شريان حياة لتمكينهم من دخول سوق العمل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية. وتُقدّم هذه المبادرات بصيص أمل في مدينة دير الزور، مؤكدة أهمية دعم المشاريع الصغيرة كركيزة أساسية لتعافي الشباب والمجتمع اقتصادياً.