الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 10:09 PM

في غزة: البحث عن جثامين أسرى إسرائيليين يثير تساؤلات حول مصير جثث آلاف الشهداء الفلسطينيين

في غزة: البحث عن جثامين أسرى إسرائيليين يثير تساؤلات حول مصير جثث آلاف الشهداء الفلسطينيين

بالشراكة مع لجان مصرية، بدأت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» مهمة خاصة للبحث عن جثامين 13 من الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا في قطاع غزة، وفقًا لما ذكره يوسف فارس. وشوهدت الآليات المصرية الحديثة، بما في ذلك جرافات وبواقر وشاحنات، بالإضافة إلى سيارات «الصليب الأحمر» وعناصر ملثمين من «وحدة الظل» التابعة لـ «كتائب القسام» في ثلاثة مواقع. الموقع الأول بالقرب من مدينة حمد، شمال غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع. أما الموقع الثاني، بالقرب من معبر رفح البري، فقد أوقف جيش الاحتلال التنسيق للوصول إليه في اللحظة الأخيرة، ويقع في مناطق تحت السيطرة النارية والأمنية لجيش الاحتلال ومجموعات عملاء «ياسر أبو شباب». والموقع الثالث في حي التفاح شرق مدينة غزة. ووفقاً لـ «كتائب القسام»، تم تسليم الإحداثيات المتوفرة لأماكن دفن الجثامين، على أن تتم العملية بإشراف ومراقبة مباشرين من جنود «وحدة الظل».

المهمة، التي اعتبرها الإعلام الإسرائيلي خطوة ستساهم في تخفيف العبء وسحب الذرائع للتنصل من استحقاقات مخطط وقف إطلاق النار، ولا سيما الشقين الأمني والإنساني، أثارت جدلاً أيضاً، خاصة بسبب الظهور العلني لعناصر «وحدة الظل» الذين دخلوا إلى مناطق سيضطر جيش الاحتلال إلى الانسحاب منها لإتمام المهمة. وفي غضون ذلك، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن فرق «الصليب الأحمر» أبلغت سلطات الاحتلال بأنه «من المفترض أن تسلم المقاومة دفعة جديدة من جثامين القتلى خلال ساعات الليل (أمس)».

المشهد في قطاع غزة بدا مختلفاً. موظفو «الصليب الأحمر» يتجولون بسيارات مصفحة، وتحيط بهم الآليات الحديثة التي لا تتوفر واحدة منها في كامل قطاع غزة، بينما الآلاف من ذوي المفقودين الذين سرق جيش الاحتلال جثامينهم، أو من هم تحت الأنقاض، يحفرون طبقات من الأسقف والمباني المدمرة بأيديهم بحثاً عن جثامين الشهداء، التي لا تزال مدفونة منذ عامين تحت الأنقاض.

يتم تحديد هوية القتيل الإسرائيلي الذي سيتم انتشاله في كل موقع حفر، بينما تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن حفر مقبرة جماعية لمواراة جثامين 50 شهيداً فلسطينياً تمت استعادتهم بموجب صفقة التبادل، بعد أن عجزت عائلات 10 آلاف مفقود عن التعرف إلى ملامحهم خلال أسبوعين من التدقيق البصري. وتقول أم العبد المبحوح، والدة الشهيد عبد الحافظ الذي فقد في السابع من أكتوبر: «منذ أسبوعين ونحن نحضر إلى مستشفى ناصر في جنوب القطاع. ندقق في الجثامين المشوهة. نضطر إلى أن نجلس ساعات أمام صور قاسية لجثث معصوبة العينين ومسروقة منها الأعضاء. تأملت في جسد كل شهيد على أمل أن يكون نجلي. لكني كنت أعود في كل يوم ولا أحمل سوى قسوة المشاهد».

وإلى جانب حي التفاح، حيث تحفر الفرق المصرية ومعها فرق «الصليب الأحمر» بحثاً عن جثمان قتيل إسرائيلي، ترقد تحت عدد من المباني المدمرة جثامين 50 شهيداً من عائلة مشتهى، تعود لرجالها ونسائهم وأطفالهم وأصهارهم الذين قضوا في ضربة واحدة لم ينج منها أحد، ولم يسأل أحد عن جثامينهم. أما آية أبو نصر، وهي شابة فقدت أكثر من 150 شخصاً من أقاربها في مجزرة جماعية في مشروع بيت لاهيا، فتقضي ساعات النهار إلى جانب أنقاض المنزل، وتقول إن «80 من أهلي لم نستطع استخراجهم. هؤلاء لا يهمون الصليب والوسطاء».

مشاركة المقال: