السبت, 17 مايو 2025 09:39 PM

في قمة بغداد: الشيباني يؤكد تمسك سوريا بسيادتها ويدعو لتعاون عربي

في قمة بغداد: الشيباني يؤكد تمسك سوريا بسيادتها ويدعو لتعاون عربي

أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة سورية خلال القمة العربية العادية الـ34 التي انطلقت اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، ان قرار رفع العقوبات الأميركية عن سورية يعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر عن نتائجَ ملموسة. كما شدد على أن “تمسكنا الثابت بسيادة سورية ووحدة أراضيها، ورفضنا القاطع لأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، أياً كان شكله أو مبرره، لهو حق أصيل، ومبدأ راسخ لا يقبل المناورة أو المفاوضة”.

وفي مستهل كلمته نقل الشيباني تحيات الرئيس أحمد الشرع وتحيات الشعب السوري المتمسك بعروبته للمشاركين، وفق ما ذكرت وكالة “سانا”. وقال: “تابعنا جميعاً بإيجابية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات التي فُرضت على بلدنا، وهو قرار نراه خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ويعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر عن نتائجَ ملموسة.”

وأضاف: “لا يسعنا إلا أن نخصَّ بالشكر والامتنان المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على ما بذلتاه من وساطة فعالة، جاءت في لحظة تاريخية مفصلية”. وتابع “كما نعبر عن بالغ امتناننا لدولة قطر، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وللمملكة الأردنية الهاشمية، ولدول مجلس التعاون الخليجي كافة، ولكل دولة عربية وقفت إلى جانب سورية في هذه المرحلة الدقيقة”.

وأوضح الشيباني، أن رفع العقوبات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق نأمل أن يكون معبداً بالتعاون الحقيقي، وتكامل الجهود العربية لتحقيق التنمية، وصون الأمن القومي العربي، وتعزيز الاستقرار في منطقتنا. واعتبر أن الاجتماع اليوم على ارض بغداد هو “فرصة تاريخية لتجديد العهد بيننا كدول عربية، فمهما باعدتنا الظروف، أو فرقتنا السياسات، فإن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا.”

وأشار إلى أن سورية، حكومة وشعباً، تنطلق في رؤيتها نحو عمقها العربي، من إيمان راسخ، بأن وحدتنا العربية ليست ترفاً سياسياً ولا خياراً تكتيكياً، بل هي ضرورة إستراتيجية، وركيزة أساسية في بناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لشعوبنا جميعاً. وأضاف: إن “سورية التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة سياسات نظام الأسد البائد، وفي مقاومة مشاريع التفتيت، تعود اليوم إلى حضنها العربي، محملةً بآمال شعبها وتطلعاته، ساعيةً لترميم الجسور، وتطهير الذاكرة من جراح الانقسام، واضعةً نصب عينيها بناء مستقبل جديد، لا يقصي أحداً، ولا يعادي أحداً، بل يفتح أبوابه لكل صوت مخلص، ولكل يد ممدودة بالخير”.

ولفت إلى ان سورية بدأت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، انطلقت من إيمان راسخ بأن سورية لجميع السوريين، لا مكان فيها للتهميش، ولا للإقصاء، ولأول مرة في التاريخ خاضت سورية تجربة وليدة لحوار وطني جامع، يستوعب التنوع، ويضمن التمثيل، ويصون الكرامة. وأضاف: “لقد نجحنا في تشكيل حكومة شاملة، تعكس الإرادة الشعبية، وتترجم معاناة المواطن السوري إلى قرارات عادلة، ونواصل العمل الجاد لكشف مصير المفقودين، وتحقيق العدالة الانتقالية، لأننا نؤمن أن لا مصالحة دون إنصاف، ولا سلم أهلياً دون كشف الحقيقة.”

وأوضح الشيباني، “الآن نضع اللمسات الأخيرة لانطلاق العمل لأجل برلمان وطني يمثل كل الطيف السوري، ولدستور دائم يكرس الحقوق، ويصون السيادة، ويؤسس لدولة القانون، لا لدولة الفوضى”. وشدد وزير الخارجية على أن “تمسكنا الثابت بسيادة سورية ووحدة أراضيها، ورفضنا القاطع لأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، أياً كان شكله أو مبرره، لهو حق أصيل، ومبدأ راسخ لا يقبل المناورة أو المفاوضة”.

وأكد أن “أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية، أو تقسيمها تحت أي ذريعة كانت، مشروع مدان ومرفوض رفضاً قاطعاً من الدولة والشعب السوري بكل مكوناته”. وأضاف: “سورية لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين، ونريد علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل، نحمل المحبة لكل دولة عربية، ونثمن كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات، سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي”.

وأوضح الشيباني، ان “سورية تدفع ثمناً باهظاً نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية، فهي تواجه أطرافاً لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة”. وأضاف: “سورية تواجه تحديات عدة تتمثل ببقايا تنظيم داعش، والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني، إضافة لما يحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد”.

ولفت الشيباني إلى التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوب سورية، موضحا أنها خرقا صارخا للقانون الدولي ولأبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، ومؤكدا التزام سورية باتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تضمن الحد الأدنى لاستقرار تلك المنطقة الحساسة.

وأكد، أن “الحفاظ على أمن جنوب سورية جزء لا يتجزأ من أمن سورية ووحدة أراضيها، واستمرار الاعتداءات يهدد مساعي التهدئة، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى في المنطقة، ونتطلع إلى موقف عربي موحد ودور فعال لدعم حق سوريا في استعادة سيادتها الكاملة على كل أراضيها.”

وبالنسبة لما يجري في قطاع غزة الفلسطيني، قال الشيباني: “نداء غزة الجريحة المحاصرة المنكوبة نسمعه بين ضلوعنا ونراه في عيون أطفالنا، آن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام وأن تحيا شعوبنا بالكرامة، وأن تعود البوصلة باتجاهها الصحيح”.

وختم الشيباني كلمته بالقول: “كانت سورية وستبقى جزءاً من قلب الأمة، واليوم تمد يدها إليكم من منطلق الشراكة والمسؤولية لبناء مستقبل يليق بتاريخنا ويحقق طموحات شعوبنا، نحن لا نملك ترف الانتظار والانشغال بالخلافات على حساب حاضر شعوبنا ومستقبل أجيالنا”.

مشاركة المقال: