الخميس, 12 يونيو 2025 10:33 AM

فيلم "باجرانجي بهايجران": قصة إنسانية مؤثرة تتحدى الانقسامات بين الهند وباكستان

فيلم "باجرانجي بهايجران": قصة إنسانية مؤثرة تتحدى الانقسامات بين الهند وباكستان

علي المسعود

يُعد فيلم "باجرانجي بهايجران" من أبرز الأفلام الهندية التي نالت استحسانًا واسعًا وجوائز عديدة، حيث يتناول قضية حساسة وهي تقسيم الهند وباكستان. الفيلم، الذي أُنتج عام 2015، يحكي قصة شاب هندوسي يُدعى باجرانجي، يقرر مساعدة طفلة باكستانية بكماء في العثور على عائلتها بعد أن تضل طريقها في الهند.

الفيلم يقدم دراما إنسانية مؤثرة تلقي الضوء على العداء السياسي بين البلدين الجارين، الهند وباكستان، مع التركيز على رغبات شعبي البلدين في السلام والمحبة. تبدأ الأحداث في قرية باكستانية، حيث يتابع السكان مباراة كريكيت بين الهند وباكستان. تنجب إحدى السيدات طفلة وتسميها شهيدة تيمناً بلاعب الكريكيت المفضل لديها.

بعد مرور بضع سنوات، نرى شهيدة (تجسدها الطفلة الموهوبة هارشالي مالهوترا) وقد فقدت القدرة على الكلام. تصطحبها والدتها إلى ضريح نظام الدين درغا في دلهي على أمل أن تستعيد ابنتها صوتها. خلال رحلة العودة بالقطار، تنزل شهيدة لمساعدة حمل صغير عالق على القضبان، ولكن القطار يتحرك دونها، لتجد نفسها وحيدة في الهند.

في الهند، تلتقي شهيدة بـ "باوان كومار شاتورفيدي"، الهندوسي الطيب القلب المعروف بـ "باجرانجي". يحاول باجرانجي فهم لغة الطفلة ومساعدتها في العودة إلى وطنها، ويطلق عليها اسم "موني".

يأخذ باجرانجي موني إلى منزل خطيبته راسيكا، ويحكي لها عن ماضيه وكيف كان طالبًا فاشلاً. في البداية، تستقبل راسيكا ووالدها الطفلة بحفاوة، ولكن الأمور تتغير عندما يكتشفون أنها مسلمة وباكستانية. يطلب والد راسيكا من باجرانجي أن يغادر مع الطفلة، ويضعه أمام خيار صعب: إما الزواج من ابنته أو مساعدة الطفلة.

يقرر باجرانجي إعادة موني إلى باكستان، لكن خطته تتعثر بسبب أعمال الشغب. يحاول تسليمها إلى السفارة الباكستانية، لكنه يفشل. في النهاية، يقرر باجرانجي أن يصطحب الطفلة بنفسه إلى عائلتها، مهما كلفه الأمر.

تبدأ رحلة باجرانجي وموني المحفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان العديد من التحديات والصعوبات. يتم القبض على باجرانجي واتهامه بالتجسس، لكن الصحفي تشاند نواب يقرر مساعدته بعد أن اكتشف نواياه الطيبة. يبث تشاند نواب فيديو يوضح هدف باجرانجي من التسلل إلى باكستان، مما يثير تعاطف الكثيرين معه.

في نهاية الفيلم، يتجمهر الآلاف من الهنود والباكستانيين على الحدود للمطالبة بإطلاق سراح باجرانجي. يقرر الضابط الباكستاني حميد خان إطلاق سراح باجرانجي، وعندما يراه الناس، يحاولون كسر السياج الفاصل بين الحدود لإنقاذه. في مشهد مؤثر، تنجح شهيدة في النطق باسم باجرانجي، في إشارة إلى قوة العلاقة الإنسانية التي جمعت بينهما.

الفيلم من بطولة سلمان خان وكارينا كابور خان والطفلة هارشالي مالهوترا. كتب القصة فيجايندرا براساد، وأخرج الفيلم كبير خان.

رسائل الفيلم الإنسانية والأخلاقية:

"باجرانجي بهايجران" ليس مجرد فيلم مسلي، بل هو رسالة إلى أولئك الذين فقدوا إدراك الجانب الطيب في النفس البشرية. الفيلم يسلط الضوء على أهمية التمسك بالحقيقة، بغض النظر عن الظروف. كما يؤكد على أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى كلمات، وأن العلاقات الحقيقية تقوم على المشاعر الصادقة.

الفيلم يتطرق إلى العديد من القضايا الاجتماعية، مثل الحواجز الدينية والوطنية والاتجار بالبشر والفساد، لكنه يفعل ذلك بطريقة متوازنة وغير وعظية.

في النهاية، يحمل الفيلم رسالة سلام وأمل بين الشعبين الهندي والباكستاني، ويؤكد على أن الإيمان الروحي يتجاوز الانقسامات الدينية والسياسية.

مشاركة المقال: