الجمعة, 13 يونيو 2025 12:15 AM

قس مقرب من ترامب وحاخام بارز يلتقيان الرئيس السوري في دمشق ويناقشان فرص السلام مع إسرائيل

قس مقرب من ترامب وحاخام بارز يلتقيان الرئيس السوري في دمشق ويناقشان فرص السلام مع إسرائيل

قال قس مقرب من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل "ممكن جداً"، وذلك بعد لقاء جمعه وحاخام أمريكي بارز مؤيد لإسرائيل بالرئيس السوري أحمد الشرع في القصر الرئاسي بدمشق هذا الأسبوع.

يروج القس جوني مور، الذي عمل مستشاراً للبيت الأبيض في ولاية ترامب الأولى، والحاخام أبراهام كوبر، من مركز سيمون فيزنتال المعني بحقوق الإنسان، للحوار بين الأديان في الدول العربية منذ سنوات. وقد اجتمعا بالشرع في وقت متأخر من يوم الاثنين خلال زيارة لسوريا وصفاها بأنها لم تهدف إلى مناقشة العلاقات المحتملة مع إسرائيل، إلا أن الموضوع طُرح.

وفي اتصال هاتفي مع رويترز بعد ختام زيارتهما لسوريا، قال مور: "أعتقد أن السلام ممكن جداً... لكن الأولوية القصوى لسوريا يجب أن تكون التركيز على سوريا". وأضاف أن الشرع "تحدث عن القضايا التي تثير قلقه، وأيضاً عن إمكانية أن يكون المستقبل إيجابياً جداً". ولم يصدر تعليق من المسؤول الإعلامي في الرئاسة السورية.

يُذكر أن "هيئة تحرير الشام" قد سارعت إلى إقامة علاقات دولية منذ أن أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي. ومع ذلك، لا يزال التوتر قائماً مع الأقليات الدينية داخل سوريا، مثل الدروز والعلويين، ومع إسرائيل أيضاً.

يعزو بعض المراقبين الفضل لزيارات كوبر إلى دول مثل البحرين والإمارات، التي لم تكن لها علاقات مع إسرائيل في ذلك الوقت، في تمهيد الطريق بشكل غير مباشر لاتفاقيات عام 2020 التاريخية لتطبيع العلاقات. تعثرت الجهود الأمريكية لضم دول عربية أخرى، وعلى رأسها السعودية، إلى ما يعرف باسم اتفاقيات إبراهيم في ظل الغضب الإقليمي بسبب مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني في حرب غزة.

أشار حكام سوريا الجدد منذ البداية إلى أنهم يسعون إلى التهدئة وحتى إلى السلام في نهاية المطاف مع إسرائيل. وذكر مور وكوبر أنهما يعتقدان أن الشرع قادر بشكل فريد على وضع أجندة لصنع السلام. وقال مور: "الرئيس السوري هو ما يطلق عليه في وادي السيليكون اسم 'يونيكورن'، إنه فريد من نوعه". ويشير مصطلح "يونيكورن" في وادي السيليكون إلى شركة ناشئة تتجاوز قيمتها مليار دولار. وأضاف كوبر: "من الواضح أن هناك فرصة سانحة الآن لتحقيق وضع أكثر إيجابية... (غير أن) هذا لا يقلل من حجم المهمة التي تنتظرنا".

عُين مور الأسبوع الماضي الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي بدأت توزيع المساعدات في قطاع غزة عن طريق شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة، لكنها تعرضت لانتقادات من الأمم المتحدة. وقال مور، الذي دعم علناً اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، إنه لم يتطرق خلال اجتماعه مع الشرع إلى الحديث عن مؤسسة غزة الإنسانية وعملها.

اقترح مور وكوبر على الشرع إقامة مشروعات إنسانية مشتركة "لهدم الصور النمطية وتكوين جيش غير رسمي من سفراء النوايا الحسنة"، ورفضا الإدلاء بتفاصيل. وذكر كوبر أنهما التقيا أيضاً برجال دين مسيحيين سوريين وتجولا بحرية في شوارع دمشق وهو يرتدي القلنسوة اليهودية بدون أن تحدث أي مشكلات. وكان هذا على عكس ما حدث مع كوبر خلال زيارته للسعودية في عام 2024، حين طلب منه مسؤول سعودي خلع القلنسوة فرفض وقطع الوفد المفوض من الكونجرس الأمريكي برئاسته جولته بعد ذلك.

وصف مسؤولون إسرائيليون حكام سوريا الجدد في البداية بأنهم "إرهابيون" بسبب ماضيهم مع تنظيم القاعدة، وشن سلاح الجو الإسرائيلي حملة قصف جوي شرسة على سوريا، لكنها هدأت منذ منتصف مايو أيار عندما قلب ترامب سياسة أمريكية مستمرة منذ عقود رأساً على عقب حين رفع العقوبات عن سوريا والتقى الشرع في الرياض. وقال ترامب بعد لقائه الرئيس السوري إن الشرع وافق على طلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن الأمر سيستغرق وقتاً.

أفادت رويترز من قبل بأن سوريا وإسرائيل أجرتا في الأسابيع الماضية محادثات غير مباشرة ثم مباشرة بهدف تهدئة التوتر بينهما. (REUTERS)

مشاركة المقال: