الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 04:59 PM

ما هي خطة توبوليف النووية الروسية؟ بوتين يلوح بورقة الردع النووي في أزمة أوكرانيا

ما هي خطة توبوليف النووية الروسية؟ بوتين يلوح بورقة الردع النووي في أزمة أوكرانيا

شبكة أخبار سوريا والعالم/ في أكتوبر/تشرين الأول 2022، صرح الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قائلاً: «لم نشهد تهديدًا بوقوع كارثة بهذا الحجم منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عهد كينيدي. بوتين لا يمزح بشأن إمكانية استخدام الأسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيميائية، خاصةً في ظل الأداء الضعيف لجيشه». تعكس هذه التصريحات المخاوف الغربية من أن تكون التهديدات النووية جزءًا من أدوات الضغط الروسية في الصراع الأوكراني.

لكن القضية تتجاوز ساحة المعركة الأوكرانية؛ إذ لطالما شكل السلاح النووي ورقة تفاوض أساسية في الاستراتيجية الروسية. لفهم هذا الأمر، يمكن الرجوع إلى وثيقة روسية رسمية صدرت في يونيو/حزيران 2020، تتبنى سياسة الردع النووي وتحدد شروط استخدام الأسلحة النووية. تشمل هذه الشروط الرد على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها، أو على هجوم يهدد قدرة روسيا على الرد النووي، أو تهديد وجود الدولة ذاتها. وعلى الرغم من أن هذه الشروط تبدو مقيدة، إلا أن صياغتها تسمح بتفسيرات مرنة يمكن استغلالها وفقًا لتطورات الميدان.

يجادل العديد من المحللين الأميركيين والأوروبيين بأن موسكو، على غرار الاتحاد السوفياتي سابقًا، قد دمجت السلاح النووي في تدريباتها الحربية، مما قد يشير إلى استعداد أكبر للاعتماد على هذه الإمكانية في أوقات الضعف أو الخطر الاستراتيجي. ومما يزيد من قلق المراقبين هو وتيرة التحديث السريعة للترسانة الروسية.

منذ بداية التجارب النووية السوفيتية في عام 1949 وحتى ذروة المخزون في ثمانينيات القرن الماضي، مرت الترسانة بمراحل من التكديس ثم التقليص، مع التركيز في الوقت نفسه على تحديث القدرات. واليوم، يبرز ما يعرف بالثالوث النووي الروسي: صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBMs)، وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs)، وقاذفات إستراتيجية. ومن أمثلة التحديث صواريخ «يارس» متعددة الرؤوس المصممة للتحرك والاختفاء، والتي طورت قدرات اختراق الدفاعات المضادة، بالإضافة إلى منظومات بحرية واستراتيجية جديدة مثل «بوسايدون» الطوربيد النووي البحري ونماذج محدثة من قاذفات «توبوليف تي يو-160».

لا يقتصر الطموح الروسي على الأسلحة الإستراتيجية فحسب، بل يشمل أيضًا تطوير أسلحة نووية تكتيكية مصممة للاستخدام في ساحات قريبة من القوات الصديقة أو على أراض متنازع عليها، مما يوسع نطاق الاستخدام المحتمل ويزيد من درجة التعقيد في التقدير الاستراتيجي.

أما بالنسبة للأرقام التقريبية للمخزون، فلا تزال التقديرات متباينة، لكن الحديث عن ما يقرب من بضعة آلاف من الرؤوس الحربية (بين استراتيجي وغير استراتيجي واحتياطي قيد التفكيك) يعزز حالة عدم اليقين بشأن النوايا والقدرات.

الخلاصة: برامج التحديث، وزيادة حجم ونوعية التدريبات، وصياغات عقائدية مرنة حول استخدام السلاح النووي، كلها عناصر تزيد من حالة الغموض التي تفضلها روسيا في سياسة الردع. ومع ذلك، يرى العديد من المحللين أن روسيا ليست في وضع يدفعها اليوم إلى استخدام فعلي للأسلحة النووية، لغياب تهديد وجودي مباشر لجيشها في النزاعات الحالية. على النقيض من ذلك، تبقى حالة "عدم اليقين" نفسها سلاحًا استراتيجيًا لدى موسكو، يُستخدم لردع الخصوم ولبناء مساحات حماية سياسية وعسكرية حول مصالحها.

الجزيرة

مشاركة المقال: