انطلقت في سلطنة عمان محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة لإحياء المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك في ظل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باحتمال اللجوء إلى عمل عسكري.
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بأن المفاوضات بدأت في العاصمة العمانية مسقط، مشيرة إلى حذر طهران في التعاطي مع هذه المحادثات، وتشكيكها في إمكانية التوصل إلى اتفاق في ظل مواقف ترامب السابقة.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني آنذاك، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي الإيراني، بوجود فرصة لتحقيق تفاهم أولي بشأن استئناف المفاوضات، شرط أن يبدي الطرف الآخر (الولايات المتحدة) موقفًا متوازنًا.
وأكد عراقجي أن هدف بلاده هو التوصل إلى اتفاق عادل ومحترم من موقع متكافئ، معتبرًا المفاوضات الحالية بمثابة اختبار للنوايا.
وكشفت مصادر إيرانية أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، منح عراقجي صلاحيات كاملة لإدارة هذه المحادثات.
يأتي هذا الحراك الدبلوماسي في ظل استمرار سياسة "الضغط الأقصى" التي تتبناها الإدارة الأمريكية تجاه إيران، بهدف خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وفرض عقوبات مشددة على طهران.
وكان ترامب قد صرح بأن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، معتبرًا أنها قريبة جدًا من امتلاك هذا السلاح، وفقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أشارت إلى تسريع إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%.
سعي أمريكي لتحجيم نفوذ إيران
تتزامن هذه المفاوضات مع مساعٍ أمريكية للحد من نفوذ إيران في المنطقة، وخاصة نفوذ "الحرس الثوري الإيراني" في دول مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر عراقية أن جماعات مسلحة مدعومة من إيران تستعد لنزع سلاحها لتجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، وذلك بعد تحذيرات أمريكية للحكومة العراقية.
كما يجري "حزب الله" مفاوضات مع الحكومة اللبنانية لتسليم سلاحه مقابل انسحاب إسرائيل من مواقع جنوب لبنان.
وفي اليمن، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات جوية على مواقع ميليشيا "أنصار الله" (الحوثيين) في إطار جهود تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.