عقد مجلس الأمن الدولي جلسة موسعة لمناقشة آخر التطورات في الملف السوري، حيث استعرض المندوبون القضايا السياسية والإنسانية والأمنية، مع التركيز بشكل خاص على الانتخابات البرلمانية المرتقبة في شهر أيلول القادم، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية والاعتداءات الإسرائيلية.
الموقف السوري
أكد قصي الضحاك، المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، أن الحكومة السورية مستمرة في جهودها الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع المعيشية في مختلف المناطق. وأشار إلى الخطوات العملية التي اتخذتها البلاد مؤخراً في طريق التعافي. كما طالب مجلس الأمن بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية وإلزام سلطات الاحتلال بسحب قواتها من الأراضي السورية. وشدد الضحاك على التزام دمشق بالشفافية والتعاون مع المجتمع الدولي ولجنة تقصي الحقائق، مع التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة سوريا، وأن محافظة السويداء جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري.
الأمم المتحدة: الوضع الإنساني لا يزال معقداً
أوضح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أن الأزمة السورية لم تنته بعد، مشيراً إلى استمرار الاحتياجات الملحة في مختلف المناطق، بما في ذلك السويداء. وأكد أن الأمم المتحدة لم تتلق سوى 14% من التعهدات الدولية، مما يهدد بوقف برامج الإغاثة، داعياً إلى تمويل عاجل لتأمين الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والوقود. كما شدد على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني الذين تعرضوا مؤخراً لاعتداءات.
بيدرسون: انتخابات شاملة ورفع العقوبات
رحب غير بيدرسون، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، بالإعلان عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكداً أن نجاحها يتطلب الشفافية والانفتاح ومشاركة جميع السوريين، مع تمثيل عادل للمرأة. وأشار إلى تراجع نسبي للعنف في السويداء وتشكيل لجنة لوقف إطلاق النار، داعياً جميع الأطراف إلى إزالة مسببات التصعيد وتأمين وصول المساعدات. كما شدد على ضرورة تقديم دعم دولي ملموس لإعادة الإعمار، معتبراً أن رفع العقوبات يمثل خطوة مهمة يجب استدامتها.
الولايات المتحدة: دعم السيادة ومحاسبة الجناة
أكدت المندوبة الأمريكية أن واشنطن تدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورحبت بتعاون الحكومة الكامل مع الأمم المتحدة في التحقيق في الجرائم المرتكبة، مشيرة إلى أهمية محاسبة جميع المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة. وأكدت أن كلمة السوريين يجب أن تكون الفيصل في تقرير مستقبلهم.
فرنسا: العدالة الانتقالية شرط للسلم الأهلي
أشارت مندوبة فرنسا إلى أن تحقيق السلم الأهلي في سوريا يتطلب إطلاق آلية للعدالة الانتقالية، معربة عن استعداد باريس للمشاركة في تعزيز قدرات النظام القضائي السوري لتسريع هذه الجهود. كما أكدت أن تعافي الاقتصاد السوري شرط أساسي لتمكين المواطنين من الانخراط بثقة في إعادة إعمار بلادهم، مرحبة بالحوار الجاري بين سوريا وإسرائيل بوساطة أمريكية.
روسيا: رفض الاحتلال الإسرائيلي
أكد المندوب الروسي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان وانتهاك السيادة السورية يقوض استقرار البلاد ويعطل مسارها. وأعرب عن أمل موسكو في أن تكون الانتخابات المقبلة شاملة، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني لا يزال صعباً في ظل التحديات الاقتصادية. وأضاف أن روسيا ستبقى صديقاً لسوريا على الساحة الدولية، مع الدعوة إلى تحقيق المصالحة المجتمعية ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف.
بريطانيا ودول أخرى
رحب مندوب المملكة المتحدة بخطوات الحكومة السورية نحو الانتقال السياسي، فيما أدانت باكستان والجزائر الاعتداءات الإسرائيلية وأكدتا ضرورة إجراء انتخابات شفافة بعيداً عن أي تدخل خارجي. أما سلوفينيا واليونان فأكدتا على وحدة سوريا وسيادتها، فيما شددت الدنمارك على ضرورة حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين وضمان شفافية الانتخابات بدعم من المراقبين الدوليين. من جانبها، رحبت بنما بعزم دمشق على توسيع مشاركة المرأة في البرلمان.