الجمعة, 29 أغسطس 2025 12:25 AM

مجلس الأمن يوافق على تمديد مهمة اليونيفيل حتى 2027.. واكتشاف مخابئ أسلحة لحزب الله

مجلس الأمن يوافق على تمديد مهمة اليونيفيل حتى 2027.. واكتشاف مخابئ أسلحة لحزب الله

أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، يوم الخميس، عن توافق في مجلس الأمن الدولي لتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل" لعام إضافي.

جاء هذا الإعلان في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، وذلك قبيل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار قدمته فرنسا، يقضي بتمديد مهمة قوة "اليونيفيل" لعام إضافي، تمهيداً لانسحابها التدريجي.

وذكر البيان أن الرئيس عون تلقى اتصالاً هاتفياً بعد ظهر اليوم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تناول الاتصال آخر المستجدات المتعلقة بتمديد ولاية قوة "اليونيفيل".

وأشار البيان إلى أن "الرئيس عون شكر نظيره الفرنسي على الجهود التي بذلها شخصياً، وكذلك وفد بلاده في الأمم المتحدة، بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والتي أثمرت عن التوصل إلى توافق بشأن تمديد مهمة القوات الدولية حتى نهاية عام 2027".

وأوضح البيان أن مدة عمل هذه القوات ستكون عاماً وأربعة أشهر، على أن يخصص عام 2027 لتمكين هذه القوات من مغادرة الجنوب تدريجياً بحلول نهايته.

واعتبر الرئيس عون هذا الأمر "خطوة متقدمة ستساعد الجيش اللبناني في استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، عندما يتحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتتوقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى اللبنانيين (لدى إسرائيل)".

كما بحث الجانبان "الخطة التي سيضعها الجيش لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح في يد القوى الأمنية اللبنانية وحدها"، وفقاً للبيان.

من جهته، اعتبر ماكرون، بحسب البيان، خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح "خطوة مهمة ينبغي أن تتسم بالدقة، لا سيما وأنها تلقى دعماً أوروبياً ودولياً واسعاً".

وفي سياق متصل، اكتشف عناصر الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة، بين الأحراج والأشجار الكثيفة في وادٍ قريب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، مربض مدفعية ومخزن ذخيرة، وهو من بين العديد من المواقع التي تركها حزب الله خلفه بعد انتهاء الحرب مع اسرائيل.

ومع اقتراب موعد جلسة التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يمدّد مرّة واحدة للقوة الأممية، يواصل الجنود عملهم بالتعاون مع الجيش اللبناني في تطبيق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب المدمّرة.

وعرض الجنود المخبأ الذي اكتشفوه في 27 آب/أغسطس والواقع في وادي الخريبة في محيط قرية الماري التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل، على صحافيي فرانس برس.

من الموقع، يقول النقيب الفرنسي تانغي قائد الفرقة التي عثرت على المخبأ لفرانس برس "هذا الصباح قمنا بعملية استطلاع في هذا الوادي الذي حددناه كواد ذي أهمية كبيرة، لأنه تعرّض لضربات اسرائيلية خلال الحرب".

في موقع المخزن المخبأ الذي لا يمكن دخوله إلا سيرا على الأقدام عبر طريق جبلي وعر، تبعثرت الصناديق الخضراء المحمّلة بالقذائف على التراب، بينما وضعت أخرى داخل المخزن الذي بدت عليه آثار القصف.

ويستحيل رؤية الموقع الذي دفن تحت الأشجار الحرجية في قعر هذا الوادي الوعر والجبلي، من الخارج.

يضيف النقيب "داخل المخبأ وجدنا مدفعية عيارها 152 ملم، وهي روسية الصنع. كان المدفع موجها نحو الشرق والجنوب".

ويشرح النقيب أن "هذا النوع من المدفعية يبلغ مدى فعاليته حوالي 15 كيلومترا، وإلى جانبه عثرنا على 39 صندوقا، يضمّ كل منها قذائف من عيار 152 ملم جاهزة للاستخدام … لا يزال المدفع سليما".

ويضيف النقيب تانغي "ما سنفعله الآن هو أننا سوف نؤمن المكان …ثم نبلّغ الجيش اللبناني ليتدخّل ويقوم بسحب ما أمكن" من الأسلحة.

منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 25 آب/أغسطس، عثرت قوات اليونيفيل على 318 مخبأ سلاح في جنوب لبنان، بحسب المتحدّث باسم قوات اليونيفيل أندريا تينينتي.

وتقول السلطات اللبنانية إن الجيش اللبناني فكّك بين تاريخ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وحتى حزيران/يونيو، أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.

وفي 9 آب/أغسطس، قتل ستة جنود لبنانيين بانفجار خلال عملية كشف على مخزن أسلحة في جنوب لبنان قال مصدر عسكري إنه تابع لحزب الله.

نصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد حزب الله عن الحدود، وحصر السلاح في لبنان بيد القوى الشرعية اللبنانية، وتفكيك مواقع عسكرية للحزب الذي أنشأ شبكة معقدة من الأنفاق والمخازن في جنوب لبنان.

وينصّ الاتفاق كذلك على تعزيز انتشار قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التي تضمّ نحو10800 عنصر، في جنوب لبنان.

ويبتّ مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار يمدّد عمل قوة الأمم المتحدة الموقتة حتى نهاية العام المقبل تمهيدا لانسحابها سنة 2027، علما أن مهلة القوة المنتشرة في جنوب لبنان منذ العام 1978 تنتهي الأحد.

ويريد لبنان مدعوما من فرنسا بقاء القوة الأممية إلى أبعد من هذا التاريخ.

وبينما يستعدّ الجيش اللبناني لتقديم خطة بشأن نزع سلاح الحزب تنفيذا لقرارات أصدرتها الحكومة في آب/أغسطس، يؤكّد قائد قوة احتياط القائد العام لليونيفيل العقيد أرنو دو كوانسي أن دور القوّة لن يتغيّر بعد ذلك التاريخ.

ويشرح العقيد أن اليونيفيل ستواصل "دعم الجيش اللبناني عبر تزويده بكل الخبرات والإمكانات التي نملكها، من أجل مساعدته على بسط السيطرة وإعادة ترسيخ سلطة الدولة في جنوب لبنان".

ويؤكد النقيب أن الدور الأساسي للقوة الأممية سوف يبقى "تنفيذ القرار 1701 أي المراقبة والإبلاغ عن أي خرق" لوقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى العمل على "إزالة جميع الأسلحة وضمان عدم وصول أسلحة جديدة".

من خلفه، يظهر واحد من المواقع الخمسة التي أبقت عليها إسرائيل في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار، بين بلدتي كفركلا وبرج الملوك الحدوديتين.

يعمل عناصر اليونيفيل كذلك على تتبّع التحركات الجوية من طائرات حربية ومسيّرات اسرائيلية تخترق الأجواء اللبنانية بشكل يومي.

وتواصل اسرائيل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على ما تقول إنها مواقع لحزب الله وعناصر في الحزب، كما تسجّل مرارا في القرى الحدودية توغّلات محدودة للجيش الاسرائيلي، يفيد عنها الإعلام الرسمي بشكل أسبوعي تقريبا.

وسجّلت يونيفيل حتى 25 آب/أغسطس "5095" خرقا جويا اسرائيليا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وفق تينينتي.

مشاركة المقال: