الثلاثاء, 24 يونيو 2025 02:17 AM

مخاوف من أزمة اقتصادية تلوح في الأفق: كيف ستؤثر الحرب بين إيران وإسرائيل على سوريا؟

مخاوف من أزمة اقتصادية تلوح في الأفق: كيف ستؤثر الحرب بين إيران وإسرائيل على سوريا؟

أثارت التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز مخاوف في الأسواق العالمية، لا سيما في أسواق الطاقة والنقل البحري، نظراً لأهميته كشريان حيوي للتجارة العالمية في منطقة استراتيجية. وقد ظهرت تأثيرات ذلك بوضوح منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، حيث قفزت أسعار النفط والذهب، مع توقعات بارتفاعات كبيرة في حال تم الإغلاق، على الرغم من الشكوك حول قدرة طهران على تنفيذ تهديدها.

وحول تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، أوضح سعود الرحبي، المحلل الاقتصادي ومستشار الأسواق المالية، لحلب اليوم، أن التداعيات العالمية لأي إغلاق للمضيق، والمتمثلة في ارتفاع أسعار النفط والغاز واضطراب سلاسل التوريد، ستصل حتماً إلى المواطن السوري، على الرغم من أن سوريا لا تعتمد بشكل مباشر على مضيق هرمز لعبور نفطها أو في تجارتها الخارجية، مما سيزيد من الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.

ويعتبر مضيق هرمز من الممرات الحيوية لعبور إمدادات الطاقة والتجارة العالمية، حيث يمر عبره ما يقرب من ربع شحنات النفط العالمية ونسبة كبيرة من الغاز الطبيعي المسال. لذا، فإن أي إغلاق له سيؤدي فوراً إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط والغاز على مستوى العالم، و"سوريا جزء من هذا العالم".

وفيما يتعلق بتأثير ارتفاع أسعار النفط والغاز، أشار الرحبي إلى أن سوريا تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط ومشتقاته، وبالتالي فإن ارتفاع أسعاره سيؤثر مباشرة على تكلفة استيراده، مما سيؤدي إلى زيادة أسعار الوقود، وبالتالي زيادة تكلفة النقل والتصنيع والزراعة.

كما توقع المستشار المالي أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة الكهرباء، حيث تعتمد سوريا على الوقود لتوليدها، وارتفاع أسعاره سيزيد من أزمة الكهرباء الحالية ويؤدي إلى انقطاعات أطول. وتوقع الرحبي أيضاً ارتفاع التضخم، حيث أن زيادة تكلفة الطاقة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، مما يفاقم الأزمة المعيشية والتضخم الذي يعاني منه المواطن السوري بالفعل.

ومن الآثار المحتملة أيضاً اضطراب سلاسل التوريد، حيث قد يؤدي إغلاق المضيق إلى تعطيلها، مما قد يؤثر على توفر السلع الأساسية والمواد الخام في سوريا، أو يزيد من أسعارها بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن "تداعيات إغلاق المضيق على كبريات الاقتصادات في العالم قد تؤخر من تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتنمية التي من المقرر تنفيذها في سوريا بسبب ارتفاع التكاليف وزيادة المخاطر، وبالتالي يحدث تغير في الأولويات"، وفقاً للرحبي.

وتهدد إيران بهذه الخطوة رداً على الضربات المستمرة التي تتعرض لها، لكن محللين عسكريين يشيرون إلى صعوبة ذلك على سلاح البحرية التابع لطهران، فضلاً عن إمكانية تدخل الجيش الأمريكي الذي يحتفظ بقواعد في المنطقة، منذ عقود، من أجل ضمان استمرار تدفق الطاقة عبره.

مشاركة المقال: