الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 08:49 PM

مدارس سوريا المتصدعة: نقص المقاعد يهدد مستقبل الطلاب.. والوزارة تركز على تغيير الأسماء والفصل بين الجنسين

مدارس سوريا المتصدعة: نقص المقاعد يهدد مستقبل الطلاب.. والوزارة تركز على تغيير الأسماء والفصل بين الجنسين

تداول ناشطون صوراً تظهر التدهور الشديد في البنية التحتية لمدارس عديدة في مختلف المحافظات السورية. الطلاب يواظبون على الدوام رغم النقص الحاد في المقاعد، وبعض الصفوف الدراسية تفتقر إلى الأبواب والنوافذ.

سناك سوري _ دمشق

العام الدراسي الذي انطلق رسمياً في 21 أيلول الماضي، استقبل أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة عادوا إلى مقاعد الدراسة، موزعين على حوالي 12 ألف مدرسة تم تجهيزها في مختلف المحافظات، وفقاً لما ذكرته وكالة الرسمية. وأشار المكتب الإعلامي لوزارة التربية آنذاك إلى أن مديريات التربية والتعليم في المحافظات أكملت استعداداتها لاستقبال الطلاب، من خلال إنجاز أعمال الصيانة العامة في المدارس، والتي شملت المقاعد الصفية، ومناهل الشرب، والمرافق الصحية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات تعقيم شاملة لضمان بيئة مدرسية صحية وآمنة.

وعلى النقيض من الصورة الوردية التي قدمتها الوكالة الرسمية في بداية العام الدراسي، كشفت الصور المتداولة بعد حوالي أسبوعين من بدء الدوام عن وجود العديد من المدارس في مختلف المحافظات التي لا تستوفي الشروط الإنسانية اللازمة لاحتضان الطلاب والعملية التعليمية.

مدارس بلا مقاعد ونوافذ وأبواب

رصد سناك سوري صوراً لمدارس تفتقر إلى المقاعد بشكل كامل أو تعاني من نقص فيها في عدة محافظات. ففي ريف “إدلب”، تتوزع المدارس الخالية من التجهيزات على قرى “الهبيط” و”أبو مكي” ومدرسة “الحمزة” في “كفر سجنة”، ومدرسة بلدة “حيش” ومدرسة “شهداء مرديخ”. وفي “ريف دمشق”، تعاني مدرسة “عبد الحكيم القصير” في “دوما” ومدرسة “بالا” في “النشابية” من نقص التجهيزات والمقاعد، وهو الأمر الذي ينسحب أيضاً على مدارس ريف “حلب” مثل مدرسة قرية “بسرطون” في منطقة “جبل سمعان” ومدرسة بلدة “العيس” في الريف الجنوبي، إضافة إلى مدارس محافظة “دير الزور” مثل مدرسة “حسن مطر الحمادي” في “الميادين”، ومدرسة “قرية الزر” شرق المحافظة، ومدرسة “موحسن الشرقية”، كما تغيب الأبواب والمقاعد أيضاً عن مدارس مدينة “القصير” بريف “حمص”.

وذكرت أن وزارة التربية استجابت لطلب مدرسة “بالا” وقامت بتأمين مقاعد للطلاب ووعدت بتقديم المزيد في الأيام القادمة.

وتظهر الصور والمعلومات أن المدارس المتهالكة ونقص التجهيزات والمقاعد والأبواب باتت ظاهرة منتشرة في معظم المحافظات السورية، في حين يبدو من المستغرب أن تطلق وزارة التربية العملية التعليمية في هذه المدارس دون توفير الحد الأدنى من التجهيزات المطلوبة لخلق بيئة مناسبة للطلاب لمتابعة دراستهم، وخاصة المقاعد والنوافذ والأبواب ووسائل التدفئة، وترك الطلاب يفترشون الأرض لمواصلة مسيرتهم التعليمية.

ترميم 531 مدرسة من أصل 7000 مدرسة مدمرة

أفاد مدير الأبنية الدراسية في وزارة التربية “محمد الحنون” بأن أكثر من 7000 مدرسة لا تزال بحاجة إلى تدخل عاجل، وخاصة في “إدلب” وريفها وريف “حماة” و”درعا” و”دير الزور” وريف “حلب” الجنوبي و”حمص”. وأضاف “الحنون” في حديثه لوكالة الرسمية أن حوالي 60% من المدارس القائمة تحتاج إلى إعادة تأهيل بسبب الأضرار أو التقادم، في حين لا تزال العديد من المدن والقرى تفتقر إلى وجود مدارس نتيجة التدمير الذي طال البنية التحتية.

واعتبر “الحنون” أن مسؤولية إعادة تأهيل المدارس لا تقع على وزارة التربية وحدها، بل يجب أن يكون جهداً وطنياً مشتركاً يضم الوزارات المعنية والجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية والمجتمع المحلي، وفقاً لحديثه.

وأعلنت الوزارة أنها أنجزت أعمال ترميم شاملة لـ 531 مدرسة في مختلف المحافظات، وتمت إعادتها إلى الخدمة التعليمية بحلّة جديدة، في حين تتواصل عمليات ترميم 676 مدرسة إضافية، مع التركيز على المناطق الريفية المتضررة التي عاد إليها الطلاب بعد سنوات من النزوح أو اللجوء.

من جانب آخر، تساءل ناشطون في عدة محافظات عن مصير الأموال التي تم جمعها خلال حملات التبرع التي جرت خلال الفترة الماضية، وسبب عدم استثمارها في عمليات ترميم المدارس وتجهيزها بالمستلزمات المطلوبة.

أولويات وزارية .. تغيير أسماء المدارس وفصل الذكور عن الإناث

وقبيل بدء العام الدراسي الجديد، ركزت وزارة التربية جهودها على تعديل المناهج الدراسية وحذف ما يتعلق بتمجيد النظام السابق، إضافة إلى مواصلة تغيير بهدف إزالة الأسماء المرتبطة بالنظام السابق، واختيار أسماء جديدة، وقد أثار هذا الملف جدلاً في أكثر من مناسبة مع حذف أسماء أدباء ورموز تاريخية لا ترتبط بالنظام.

إضافة إلى الانشغال بملف نقل مدرسين ومدرسات إلى أماكن عمل أخرى، والتعقيدات التي رافقت ملف دمج معلمي الشمال السوري ضمن ملاك الوزارة، فضلاً عن تعديل جدول الحصص المخصصة للمواد الدراسية، مثل تخفيض عدد الحصص الأسبوعية لمادة ، والاعتراضات التي خرجت في “إدلب” و”حماة” بسبب تخصيص حصص للرياضة والموسيقا بدلاً من حصص “التربية الدينية”، إضافة إلى قرارات في بعض مديريات التربية تقضي في المدارس الابتدائية.

وأمام هذه الملفات والتحديات، تراجعت أهمية الأولوية الأكبر المتمثلة في ترميم المدارس وتأمين مقاعد ونوافذ وأبواب وألواح للصفوف الدراسية بما يكفي توفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة لطلاب المدارس السورية.

مشاركة المقال: