الأحد, 27 يوليو 2025 07:56 AM

مزارعو كوباني يواجهون أزمة تسويق الخضروات بسبب إغلاق الطرق وارتفاع التكاليف

مزارعو كوباني يواجهون أزمة تسويق الخضروات بسبب إغلاق الطرق وارتفاع التكاليف

فتاح عيسى – كوباني

اضطر المزارع حسين دحام (26 عاماً) من ريف كوباني الغربي إلى التخلي عن جني محصول الباذنجان هذا الموسم بسبب الانخفاض الكبير في سعره نتيجة لتراكم الإنتاج في السوق المحلية. يواجه المزارعون أيضاً مشكلة ارتفاع تكاليف النقل في حال تصدير الفائض إلى مناطق أخرى في شمال شرقي سوريا.

إغلاق الطرق

أوضح دحام، الذي يعمل في زراعة الخضار منذ سبع سنوات، أن المزارعين واجهوا صعوبات كبيرة هذا الموسم، وعلى رأسها إغلاق الطرق التجارية، خاصة الطريق إلى منبج، مما أعاق تصريف إنتاجهم. وأضاف أنه زرع عشرة هكتارات من الخضار هذا الموسم، تشمل الفليفلة والبندورة والباذنجان، وكان الإنتاج جيداً، لكنه واجه صعوبة في تصريف هذا الإنتاج بسبب إغلاق الطرق وارتفاع أجور النقل. وأشار إلى أن معظم إنتاج المنطقة من الخضار كان يباع في منبج في السنوات السابقة، ومنها يتم تصديره إلى مناطق أخرى مثل القامشلي والحسكة والرقة.

وأشار دحام إلى أن المزارعين يمكنهم شحن إنتاجهم إلى الرقة والقامشلي، لكنهم سيواجهون مشكلة ارتفاع تكاليف النقل، مبيناً أنهم يضطرون لشحن الخضار إلى سوق مدينة كوباني، لكن السوق في كوباني صغير ولا يستطيع استيعاب كامل إنتاج المنطقة.

من جانبه، اعتبر محمد إسماعيل (28 عاماً)، وهو مزارع آخر من ريف كوباني الغربي، أن الموسم الحالي هو الأصعب على مزارعي الخضار بسبب عدم توفر سوق لتصريف الإنتاج. وأشار إلى أن الحل يكمن في خفض سعر مادة المازوت، مما سيؤدي إلى انخفاض تكاليف النقل. ونوه بأن ارتفاع سعر المازوت وانخفاض سعر بيع الخضار وارتفاع أجور النقل سيضطر المزارع إلى ترك زراعة الخضار.

غياب الدعم والمحروقات

أكد المزارع حسين دحام أن المشكلة الأخرى التي تواجههم هي تأمين مادة المازوت، مشيراً إلى أنه كان من المقرر دعم المزارعين بها، ولكن حتى الآن، وبعد مرور أكثر من نصف الموسم، لم يستلموا سوى دفعة واحدة قبل عدة أيام، مما أثر سلباً على إنتاج الخضار الذي يحتاج إلى الري. وأضاف أن معظم المزارعين ما زالوا يستخدمون المضخات التي تعمل على المازوت.

ويضيف دحام أنه تخلى عن جني محصول الباذنجان وتركه في الأرض لأن السعر رخيص جداً، حيث يباع الكيلو بأربعمائة ليرة فقط، في حين أن تكاليف الجني والنقل تزيد عن سعر البيع. وقارن دحام بين أسعار الخضار هذا الموسم والعام الماضي، قائلاً إن سعر كيلو البندورة يتراوح حالياً بين 1200 و 1300 ليرة، بينما كان في العام الماضي بين 2500 و 3000 ليرة. أما الباذنجان فيباع هذا العام بـ 400 أو 500 ليرة، بينما كان سعره في العام الماضي بين 3000 و 4000 ليرة.

ويقول إسماعيل سمعو (50 عاماً)، وهو مزارع من ريف كوباني الغربي، إنه كان من المقرر توزيع 14 دفعة من المازوت لمزارعي الخضار، ثم قررت الإدارة توزيع أربع دفعات فقط، ومع تعرض المحصول للجفاف، استلم المزارعون دفعة واحدة فقط، وهي عبارة عن برميل واحد لكل هكتار، مشيراً إلى أن هذه الكمية لا تكفي سوى لثلاثة أيام، وبعدها سيضطرون لشراء برميل المازوت بـ 130 دولار.

أسعار الخضروات رخيصة

أفاد زيدان كريم (53 عاماً)، وهو مزارع من ريف كوباني الغربي، بأنه زرع هكتارين من الخضار (الباذنجان والبندورة) في قرية القناية، لافتاً إلى أن سعر الباذنجان رخيص جداً، وفي المقابل فإن أجور العمال مرتفعة وتصل إلى خمسين ألف ليرة في اليوم، مما يتسبب بخسائر للمزارعين. وأشار إلى أن تكلفة زراعة هكتار من الخضار تتجاوز ثلاثة آلاف دولار، ورغم أنهم وصلوا لنهاية شهر حزيران/ يونيو، فإنهم لم يبيعوا بألف دولار حتى الآن. وأضاف أنه في العام الماضي وصل سعر بيع كيلو البندورة إلى سبعة آلاف ليرة، بينما في العام الحالي باع كمية قليلة بثلاثة آلاف وخمسمائة ثم انخفض السعر حتى وصل إلى ألف وخمسمائة ليرة حالياً.

وعلق آزاد أحمد (35 عاماً)، وهو تاجر خضار في كوباني، على شكاوى المزارعين قائلاً: "إن أسعار الخضار منخفضة بشكل عام مقارنة مع العام الفائت"، مشيراً إلى أنه في العام السابق كانت هناك ضرائب "جمارك" بين مناطق الإدارة الذاتية والمناطق التي يسيطر عليها النظام السابق، إلا أن هذه الضرائب ألغيت مع سقوط النظام، مما أدى لانخفاض الأسعار بشكل عام. وأضاف أن أسعار الخضار في كوباني متقاربة مع أسعارها في مناطق منبج والرقة والباب والقامشلي، مشيراً إلى أن حديث المزارعين عن أن إغلاق الطريق التجاري مع منبج تسبب بخفض الأسعار ليس صحيحاً، مبيناً أن أسعار الخضار في منبج انخفضت بدورها وهي نفس الأسعار أو قريبة، والفرق لا يتجاوز مئتين أو ثلاثمائة ليرة.

ويرى أحمد أن إنتاج العام الحالي من الخضار كبير بسبب اعتماد المزارعين على منظومات الطاقة الشمسية وزراعة مساحات واسعة، وبالتالي أدى ذلك لانخفاض في التكاليف وزيادة في الإنتاج، مشيراً إلى أن هناك تصدير إلى مناطق أخرى بشكل يومي وخاصة إلى مدن القامشلي والرقة والطبقة وأحياناً إلى مدينة منبج، بحسب حاجة تلك المناطق، إلا أن الأسعار متقاربة بين هذه المدن.

ولا تعتبر زراعة الخضراوات في كوباني حديثة إلا إنه مؤخراً توجه العديد من المزارعين إليها نظراً لحاجة السوق المحلي، وتنتشر زراعة الخضراوات الصيفية في أكثر من عشرة قرى من القرى المحاذية لنهر الفرات بريف كوباني الغربي، وفي عام 2023، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية أكثر من 600 هكتار.

ويطالب مزارعو خضروات في كوباني الإدارة الذاتية بالعمل على تسهيل فتح الطرق التجارية من أجل تصريف إنتاجهم، ودعم المزارعين بمادة المازوت، بعد تعرض الموسم للجفاف والخسارة بسبب قلة الري نتيجة عدم استلام المزارعين لمخصصاتهم من مادة المازوت.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: