الإثنين, 18 أغسطس 2025 07:59 PM

معاذ الخطيب يقترح رؤية لإنقاذ سوريا: حوار وطني، لامركزية، ورفض للتدخلات الخارجية

معاذ الخطيب يقترح رؤية لإنقاذ سوريا: حوار وطني، لامركزية، ورفض للتدخلات الخارجية

طرح الشيخ معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني، رؤية شخصية لمستقبل سوريا، في رسالة سياسية موجهة إلى جميع السوريين، في ظل التوترات والانقسامات المتزايدة.

تتميز هذه الرؤية بجمعها بين استحضار التاريخ، وتحليل الأخطاء الحالية، واقتراح حلول عبر الحوار الوطني واللامركزية الإدارية، لتجنب الفوضى والتقسيم.

أوضح الخطيب في منشور على منصة “إكس” أن أبناء الطائفة الدرزية (بني معروف) هم عرب أصيلون لعبوا دوراً هاماً في الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، وقدموا الحماية للثوار وتضحيات كبيرة. وأكد أن نظام الأسد البائد استباح جميع المناطق السورية باستثناء جبل العرب، مراعاة لحساسية وضعه.

أشار إلى أن آلاف الشباب الدروز رفضوا المشاركة في قتل السوريين وفروا من الخدمة العسكرية، بينما يواصل أبناء الجولان المحتل رفضهم لحمل الجنسية الإسرائيلية منذ أكثر من نصف قرن.

أكد الخطيب أن التيار الأكبر في بني معروف يتمسك بالوطنية ويرفض التدخل الخارجي، وقد عمل رجاله على إسقاط النظام البائد، في حين يسعى تيار آخر مرتبط بجهات خارجية إلى جر أبناء الطائفة إلى مسارات لا تمثلهم.

تطرق الخطيب إلى أخطاء سياسية خلال المرحلة الانتقالية، مثل التعجل في إطلاق الحوار الوطني وصياغة إعلان دستوري غير مدروس، مما أدى إلى نفور بين المكونات السورية. وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي مر بها السوريون أدت إلى تصاعد الهويات الطائفية وتعمق الانقسامات المجتمعية.

أوضح أن غياب الحلول الفعالة أدى إلى سقوط ضحايا من أبناء جبل العرب وحوران والعشائر ورجال الأمن العام، مؤكداً أن التحقيقات القانونية المتخصصة وحدها قادرة على كشف الحقائق ومحاسبة المجرمين. وشدد على رفض أي غطاء ديني للصراع، مندداً بالتحريض الطائفي واستدعاء الفتاوى التاريخية لتأجيج النفوس، مبيناً أن أصل الأزمة سياسي تديره قوى إقليمية ودولية لتمزيق سوريا.

حذر الخطيب من أن أي تقسيم سيؤدي إلى ولادة دويلات ضعيفة وهشة، مؤكداً أن الحل يكمن في اعتماد اللامركزية الإدارية على مستوى جميع المحافظات، وإجراء انتخابات حرة تكرس وحدة البلاد، مع التشديد على رفض رفع أي علم غير العلم السوري.

دعا الخطيب السوريين إلى رفض التدخلات الخارجية ومقاطعة الجهات التي تبث الفتنة، معتبراً أن ما يجري يهدف إلى إشاعة الفوضى. وطالب مجلس الإفتاء السوري، برئاسة المفتي العام، بالقيام بدور الوسيط الوطني لترميم الانقسامات وفتح الطريق أمام حل شامل.

اختتم الخطيب رؤيته بتحذير من أن سوريا تواجه خطراً وجودياً، وأن إنقاذها يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف مع القوى المخلصة، مؤكداً أن المصالحة والتوحد هما السبيل الوحيد لوقف الانهيار، بينما الاستقطاب والتدخلات الخارجية يزيدان من التشرذم.

تحليل خطاب الخطيب يكشف أنه لم يقتصر على تشخيص أزمة السويداء أو الانقسامات الطائفية، بل قدم مقاربة شاملة للمشهد السوري تقوم على الاعتراف بالأخطاء، ورفض مشاريع التقسيم، والتمسك بخيار الحوار الوطني الشامل، وهي رؤية قد تشكل أساساً لنقاش سياسي أوسع إذا ما توفرت الإرادة السياسية والاستعداد للتنازلات المتبادلة.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: