الأحد, 29 يونيو 2025 09:06 AM

مقابل السلام: إسرائيل تشترط بقاء الجولان تحت سيطرتها في مفاوضات محتملة مع سوريا

مقابل السلام: إسرائيل تشترط بقاء الجولان تحت سيطرتها في مفاوضات محتملة مع سوريا

في تطورات متسارعة، وضعت إسرائيل شرطاً أساسياً لأي اتفاق سلام محتمل مع سوريا، وهو الإبقاء على مرتفعات الجولان المحتلة تحت سيطرتها. يأتي هذا الشرط في ظل محادثات غير معلنة يُشاع أنها تقترب من التوصل إلى اتفاق قبل نهاية عام 2025، مع توقعات بانضمام دمشق إلى "اتفاقات أبراهام" التي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن اعتراف دمشق بالسيادة الإسرائيلية على الجولان يُعد شرطاً لا غنى عنه لتوقيع اتفاق سلام. وفي حوار مع قناة "آي نيوز 24" مساء الجمعة 27 حزيران، أوضح ساعر أن التطبيع مع سوريا، مع بقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية، يمثل خطوة إيجابية لمستقبل الإسرائيليين.

من جهة أخرى، نقلت القناة عن مصدر سوري مطلع أن اتفاقاً مرتقباً قد يُوقّع قبل نهاية عام 2025، ويتضمن انسحاباً تدريجياً لإسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد توغلها في المنطقة العازلة بتاريخ 8 كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تتحول مرتفعات الجولان إلى "حديقة سلام"، وفقاً للاتفاق المحتمل.

وفي سياق متصل، صرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، من نيويورك، بأن بعثة الإندوف ما تزال تنسق بين الجانبين وتؤدي دوراً مهماً في تنفيذ اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وأوضح لاكروا أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة يمثل انتهاكاً للاتفاق الذي يسمح فقط بتواجد قوات الأمم المتحدة.

وأشار لاكروا إلى تحسن التواصل مع السلطات السورية الجديدة بعد بدء المرحلة الانتقالية، مما أتاح استئناف وتوسيع عمليات البعثة، مؤكداً دعم دمشق لقوة الإندوف واستعدادها لتولي المسؤولية الأمنية الكاملة في جميع المناطق، بما فيها مواقع تواجد القوة الأممية، وفقاً للقانون الدولي.

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد أكد خلال لقاء مع وجهاء محافظة القنيطرة والجولان، في 25 حزيران، أن الحكومة تعمل عبر وسطاء دوليين على وقف الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مفاوضات غير مباشرة. كما ناقش مع الحضور الأوضاع الخدمية والأمنية في ظل التوغلات والانتهاكات المتكررة من قبل قوات الاحتلال.

إلى ذلك، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" في 24 حزيران أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، يدير بشكل مباشر حواراً مع السلطات السورية، مؤكداً أن سوريا ولبنان مرشحتان للانضمام إلى "اتفاقات أبراهام". وأشارت الصحيفة إلى أن هنغبي أبلغ أعضاء كنيست خلال اجتماع سري في 22 حزيران أن المفاوضات مع سوريا تُدار على أعلى المستويات، بما يشمل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وأنه يشارك شخصياً في تنسيق الجوانب الأمنية والسياسية.

وفيما يخص الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة العازلة، قال هنغبي: "إذا حصل تطبيع، سندرس كل الأمور"، ما يعكس رغبة مشروطة بترتيبات أمنية وسياسية أوسع تشمل مستقبل الجولان والمناطق الحدودية.

مشاركة المقال: